شعر وشعراء

لمن أرضاه الله للأديبة الاعلامية هيام ضمرة

image

مَنْ رضيَّ اللهُ عنهُ فأرضَاهُ وألقى عليهِ بُردَةَ العِزِّ ثقيلا
وحَطَّ الايمانَ بين أكنانِ هَوَاهُ وأضَافَ بهِ للخَيرِ مَقيلا
فأغْنى نفسَهُ قبُولاً ورِضىً ومَسَحَ على قلبهِ التسهِيلا
فهنيئاً لمَنْ أغناهُ رَبَّهُ رِضىً فرَزَقهُ مِنَّ الخيْرِ سَبيلا
وبارك له في تجارة صدق وأزاح عن دربه العَرَاقيلا
فأقامَ للعَمَلِ الجَاد طِيبَ جُهْدٍ وأفاضَ بالسَّحَابِ غيْثاً هَطولا
وفتِحَ لهُ أبْوَابُ الحَلالِ رِزقاً وبارَكَ في رِبحهِ وَسِيلا
والحياةُ مُدْرَسَةُ كلَّ جاهلٍ غيَبَتهُ الدُنا عَنْ حَقِ التفعيلا
فخذوا عَني ما فاضَ بهِ جَهدِي وأرْضَعَنِي العِلْمَ مِنه وَكِيلا
عَلَّمَتني الحَيَاةُ أنْ أتلقى أحْدَاثِها بكلِّ ما أُوتيتُ حَمْداً وقبُولا
ورأيْتُ القناعة تُبيدُ وَجَعِي وتُلقِي على المَظالِمِ سُدُولا
أنا راضٍ بكلِّ ما وَهَبَهُ رَبي وأُزجي عليهِ الشُكرَ والتبْجيلا
لستُ أخشَى مِنَ اللئيمِ مَكرَهُ فليْسَ بقدرَتِهِ أنْ يكونَ مُعِيلا
ولا أخشَى مِنَ الخائِنِ غدْرَهُ فلا أذىً إلا ما كتبَ الله حُصولا
كلنا للحياة عطاش مشاريب بما احتوته مراراً أو سلسبيلا
والذي أُلهم الرضى تراه سعيداً وإن خف رزقه أو ناله وبيلا
فعلمتني الحياة أن تجاربها تعني أني ما زلت للحين جهولا
وأنَّ تكرارَ أخطائي يُعيدُني خطوات تتسعُ مدىً وفصولا
وأنَّ حرصي للصلاة والعبادة فضلاً من الله كرماً وتفضيلا
وأنَّ ملام الناس هباءا منثورا فليس شيء يُرضيهم عقيلا
فيا مُسعفي هوِّن في المطالب فحسن خصالك تُبديهِ دليلا
أخي بالله من يداري عثرتي ويصلح لي ما خربه العويلا
علمتني الحياة أنَّ رزقي بزندي فليس من يد تهبك مثيلا
وأن لساني حصان نفسي لا يماري وإنْ رام غير الصهيلا
وأن ما يعرفه الناس عني خيراً يتراءى كالنور بالقنديلا
هذه الحياة تواصل تعليمها لمن فيه العطاء ليس أفولا
يناديني الجود كل حين ويذكرني من بالناس سؤولا
فليس كل إنسان عاكف على ذاته يعطيه الله حقاً مغسولا
وليس كل ناطق عادل وليس كل مخالط كلامه عسولا

مقالات ذات صلة

إغلاق