اقلام حرة
يا دامع العين قصيدة دكتور محمد القصاص الأحد : 1 سبتمبر 2019
يا دامعَ العينِ مال الدَّمعُ ينهمــرُ *** هذي مآقيكَ لا تُبقِي ولا تَـــــــــذَرُ
إني اقتَرَبْتُ من الأجفانِ أمسحها *** لكن تعثَّرَ فيها الدَّمْعُ والبَصَــــرُ
تُبَّاً لِحَظِّي ما أقسَاك يا قـــدريٍ *** منذُ افترقنا ونُورُ العينِ يَنْحَسَــــــرُ
يا قلبُ حَسْبُكَ لا تحيا على أمَــــلٍ *** طال التأمُّل والنيران تستعــــرُ
مهلا بربكِ يا دنيايَ في كبدي *** تغفو المَعَرَّة يا دنيايَ والكَــــــــدَرُ
ما لي بقربكِ لا عُذر ولا أسَف *** امضِ بحقكِ إنَّ النفسَ تَحتضــــرُ
تبا لعمريَ إنْ زلتْ بنا قدم *** يا عالمَ الغيبِ ما يخفي لنا القـدرُ
كم أشْغل البالَ ما لاقيت من سغبٍ *** من شدةِ البأسِ كاد القلبُ ينفطرُ
يا حيرة المرء بالآمال بطلبُهــا *** بينَ النَّقيضينِ لم يُقْضَى بها وَطَرُ
ما ذا جنيتُ وهذا البينُ يَتبعنـــــي *** ماذا جنيتُ وماذا بعدُ أنْتَظِـــرُ
لله درُّكِ ما أقسَاكِ في قدري *** أين المقادير أين الخَوْفُ والحذرُ
نحيا مع التِّيهِ بل نشقى فتقتُلنا *** تلك الحَوادث ما جاءت به النُـــــذرُ
إني اتخذتُكِ في دُنيايَ أغْنِيَـــةً *** من سَوأة الحَظِّ ضاع اللحنُ والوَتَرُ
أنى اتجهت ففي الآفاق أبصرها *** والدرب موحش فيها يكمن الخطر
من أيّ طينٍ أصاغ اللهُ مضغتَها *** منه طهورٌ وبعضُ الطينِ محْتَقَرُ
رفقا بقلبي فالفاقات تثقله *** لكن هجرك لا يبقي ولا يذر
الشاعر الدكتور محمد القصاص – الأردن