شعر وشعراء

باتَ القويُّ مُخرّبًا / حسين جبارة

العصرُ يغرسُ في العواصمِ غابةً
فيها الهزبرُ غدا قضاءً أوحدا
لا أمن في جنباتِها وشعابها
والوحشُ يَعهدُ مرتعًا قد أوجدا
سُننُ الإلهِ أتتْ تصونُ عوالمًا
والروحَ تُنعشُ كم تُغيثُ مَنِ اهتدى
سُننُ الحضارةِ غيّبتْ طُهرًا صفا
والنفسَ أدمتْ بعدما بترتْ يدا
باتَ القويُّ مُخرّبًا بدهائه
بعثَ الرذيلةَ والفضيلةَ أفسدا
أحيا التّعصّبَ والضغينةَ ماكرًا
قصفَ المُغايرَ بالقنابلِ أرعدا
يدُهُ الطويلةُ بُنْدُقيّةُ ماهرٍ
بالسلمِ خاطبَ بالسنانِ تهدّدا
باللطفِ يحكي راهبًا أو كاهنًا
بالكفِّ يلطمُ خدَّ مَن قد أبعدا
قِيَمًا يدوسُ مُدَنّسًا بنعالهِ
يَطلي النهارَ يُحيلُ يومًا أسودا
يحكي بمنطقِ واعظٍ ويمامةٍ
ببراثنِ التقتيلِ يُردي المُقعدا
فلهُ السيادةُ والخنوعُ لغيرِهِ
ولهُ المُكيّفُ والحِمامُ لأحمدا
للغيرِ خيمةُ لاجئٍ متقشّفٍ
ولهُ الفراشُ زها بساطًا عسجدا
الشرقُ أهدى للرحابِ نبوءةً
والغربُ أوردَ للهلاكِ الأمردا
هو قادرٌ ومٌسيطرٌ ومُقتّلٌ
في الجبِّ يلقي ظامئًا ومُشَرّدا
حسين جبارة آذار 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق