مقالات
السيكودراما ” العلاج النفسي خارج الدوائر النمطية
عندما تتحول قصيدة شعر إلى تقنية في ورشة عمل تحت عنوان
تقنيات في  اعداد وتأهيل المشرفين والمعالجين العاملين مع حالات العنف الاسري الذي يستهدف النساء ولاطفال ) فنحن حقا نعمل خارج الدوائر النمطية .
الورشة التي تم التنظيم لها من قبل جمعية فتاة الريف في الرابع والخامس عشر من شهر فبراير لهذا العام ٢٠١٨ وقدمتها الدكتورة دلال مقاري من معهد دراما بلا حدود في ألمانيا ركزت على موضوع (السيكودراما أو الدراما ثيرابي) كأحد أساليب العلاج النفسي .
والسيكودراما هو نوع م أنواع العلاج النفسي الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس ، تكمن فعاليتها في مساعدة الفرد عن تفريغ مشاعره وانفعالاته من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف التي يعايشها حاضرا أو عايشها في الماضي أو من الممكن أن يعايشها في المستقبل مما يساهم في معالجته وتأهيله وإعادة إدماجه في المجتمع .
يمكن استخدام العلاج النفسي بالفنون مع شريحة واسعة من الحالات التي تواجه أنواع مختلفة من الصعوبات والاعاقات وهذا يشمل على سبيل المثال مشاكل الصحة النفسية والسلوكية، وصعوبات التعلم أو الاعاقة الجسدية ، كما تظهر فعالية هذا النوع من العلاج مع ضحايا العنف بمختلف أنواعه ومستوياته، حيث يكون الضرر النفسي عميقا ويترك جروحاً غائرة يصعب شفاؤها خصوصا وأنه يؤثر في تقدير المرء لذاته ويجعله فريسة للشعور المستمر بالذنب والافتقاد للحكم الانساني السليم في النظر إلى نفسه وإلى الاخرين وإلى الحياة بشكل عام.
العالم النفسي ( ليفي مورينو) مؤسس أول جمعية للعلاج بالسيكودراما ينقل لنا في سيرته الذاتية أن فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي خصه من بين الطلاب وسأله عما يفعل فأجابه مورينو : ” أنت تحلل أحلام الناس وأنا أعطيهم الدافع ليحلموا من جديد ، أنت تحللهم لأجزاء وقطع نفسية وأنا أساعدهم ليقوموا بإعادة هذه الأجزاء مع بعضها البعض).
إن هذه الرؤية البعيدة المدى ينبغي أ تكون أمام أعيننا على الدوام، أن نساعد الناس على التخلص من حالة التشظي ونعطيهم الدافع ليحلموا من جديد ، وتكون لديهم أهداف في الحياة يسعون إلى تحقيقها. إننا كمرشدين نتعامل مع هذه الفئات التي تحتاج إلى رعاية متخصصة نحتاج إلى توطيد كل إنسانيتنا وخبرتنا وأكثر ما نحتايه اليوم هو تطوير أدواتنا العلاجية والتأهيلية ، وقد سعت الدكتورة دلال مقاري من خلال هذه الورشة الملهمة إلى توسعة أفق التفكير حول التقنيات والادوات التي يمكن للمرشد الاسري أن يوظفها خلال مراحل العلاج والتاهيل لحالات العنف الاسري ، ويشمل ذلك الرسم والتشكيل والشعر بالاضافة الى مختلف أنواع الفنون . وليس ببعيد عن ما تقدمه المؤسسات الاجتماعية في البحرين من برامج ترتكز على تنمية المهارات والتي هي في اساسها نوع من أنواع الفنون كالاشغال اليدوية والطبخ والمكياج والتطريز والاعمال الخزفية، وإن كان الهدف الاول منها هو تمكين الاسر المنتجة للقيام بمشاريع اقتصادية، إنها في جانب آخر تعد شكلا من أشكال العلاج النفسي. لهذا فإن أحد الخيارات التي نتخذها كمرشدين ونحرص عليها هو توجيه الحالات لهذا النوع من البرامج أو تشجيعهم لممارسة هوايات محببة تساعدهم على الاسترخاء وبلوغ حالة من السلام الداخلي.
وفي هذا المقام لا يفوتنا أن نتوجه بجزيل الشكر لجمعية فتاة الريف وجمعية نهضة فتاة البحرين لجهودهما المستمرة في تنظيم ورش العمل التخصصية التي تثري العاملين في مجال العمل الاجتماعي وخصوصا التعامل مع حالات العنف الاسري .
والشكر موصول لقسم الخدمات الاجتماعية بالمراكز الصحية لاتاحة الفرصة للمرشدين الاجتماعين لمواكبة المستجدات في مجال الارشاد الاسري والاجتماعي.
إعداد : رملة جمعة الموالي / باحثة اجتماعية بمركز بنك البحرين الوطني الصحي بعراد