خواطر

أنا الماء / نضال علي الحسين

“وجعلنا من الماء كل شيء حي”
هنا لا أريد الدخول في التحليلات والتفسيرات الدينية فهي ليست من إختصاصي نتركها لأصحاب الشأن…..ولا عالمآ لأدخل في التحليلات العلمية للمادة.

ولكن
ماذا لو كان الإنسان ك.الماء أو يحمل بعض من صفاتها….

أول هذه الصفات. .أنها ذات لون واحد أو حتى أنها بلا لون.

الكل يحبها….

بلا طعم ..طعمها واحد….
الكل يحبها

بهاتين الصفتين يجتمع الجميع على حبها…
لا تغير لونها ولا تغير طعمها .

بالإضافة إلى كونها متواضعه فهي تسير تحت الأقدام وبين الأشجار وبين الصخور وفي الوديان ولا تفكر بالمراكز والمناصب العالية .

حنونه…تعطي كل من يحتاج إليها .
تتأقلم مع كل شيء دون تذمر .. وفي كل شيء دون تكبر
لو وضعتها في زجاجة تأقلمت استقرت
وإذا وضعتها في صحن استقرت وإذا على الأرض استقرت…
حتى في الصنبور تستقر وتتأقلم…

وتعطي كل من يحتاجها دون أن تلتفت إلى تموضعها…
تعطي ذاتها للفقير والغني…الطيب والخبيث
الانثى والذكر الطفل والشاب والعجوز……..

تؤذيها ولا تؤذيك….تعيق مجراها وتبحث عن مجرى
تقيم في وجهها السدود وتكون صابرة هادئة تنتظر منك الإفراج قبل أن تصل حد الإنفجار..

تسقي الزرع والحيوان والطير والإنسان..
إلا أن الإنسان هو الأكثر أذية لها ومع هذا لا تؤذيه…

ذات مرة قالت مياه نهر…
شرب مني وأرويته…
وسبح بي واحتضنته
وبال في مجراي وسامحته
وتطهر بي وطهرته
وجعلني أمضي في مجرى ضيق ليسقي زرعه وأطعته….
وطلب مني سقاية حصانه فسقيته…

هناك أمرآ واحدآ. لا استجيب له فيه….
إذا ماخلطني بأي لون لا أعطيه لوني ولا طعمي..
لأنني ثابت على مبدأي…أتحمل ولا أحمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق