مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية زوار من وراء الضّباب من قصص التّشويق والخيال ملكات النمل الأبيض ( الحلقة 11 )

صاح سامح : لقد فكرت في نفس الشيئ فهو يعشق المال وجشعه ليس له حدود ،أما فؤاد فزادت دهشته وقال كيف لم أعرف ذلك فهومالك العمارة التي أسكن فيها ولقد علمت ذلك من أحد الجيران وأيضا كل من حولها من عقارات أي الأرض التي وقعت فيها قصة الفتاتين منذ ثلاثمائة سنة ،رد مانو يعني أنه بدأ في تنفيذ المشروع منذ مدة طويلة ولم يبق له سوى أن ينتظر المرحلة الأخيرة ويبني المذبح حينما يأكل الناس فطر الآلهة ،ويظهر المرض ،وسيموت الكثيرون وهو سيشتري أملاكهم بحفنة من الجنيهات ،لكن غاب أنه أن المرض سينتشر بسرعة إلى كل مكان ،لكن ذلك لا يعنيه هو وجماعته، فالمؤكد أنهم يعرفون كيف يحمون أنفسهم بعد أن سرق أجدادهم أبحاث الطبيب القبطي الذي قتلوه مع إبنتيه .ضرب فؤاد كفا بكف، واستغفر الله فالقصة كانت غامضة في ذهنه ،والآن صار كل شيئ واضحا، فستستغل الجماعة المرض لتضع يدها على ممتلكات الناس في مساحات واسعة ،ومن يريد أن يعيش عليه أن ينضم لهم في عبادتهم وطقوسهم والله فقط يعلم كيف ستصبح قوتهم ،وليس من المستبعد أن يصبح الحكم بيدهم ،فأعوانهم في كل مفاصل الدّولة .
وبعد أن مرت هذه الخواطربرأسه قال كيف العمل ،فلم يبق على موعد الخسوف الكبير إلا ثلاثة أيام ،غاب مانو وأحضر علبة، ثم فتحها ،وكان فيها عدد من ملكات النّمل الأبيض، وقال: سيذهب كل منا إلى أحد ممتلكات مروان الشبشتي ويرمي فيها إحدى الملكات ،وهي تعرف ما ستفعله وأقول لكم مسبقا بأن هذا من أعمال السّحر،وذلك الرجل أيضا جدّه من كبار السحرة والدجالين لذلك المعركة ستكون ضخمة وأرجو أن تكون الأخيرة ،وينتهي إلى الأبد هؤلاء المارقون فلقد حاربناهم، وكل مرة نقطع رأسا ينبت مكانه رأس آخر ،أنا سأتكفّل بالشّركة والبنك الذي يخفي فيه أمواله، وممتلكاته في القاهرة ،أما أنتما فاذهبا للمحافظات الأخرى، وأهم شيئ هو المدينة السياحية بالغردقة والمراكز التجارية في الإسكندرية وقصره في الفيوم وهذا يكفي للقضاء عليه وما تبقى سينهار بمفرده
بعد يومين نشرت الصحف ومواقع الأخبار أنّ آفة غريبة أتلفت ممتلكات المليارير مروان الشبشتي، والخسائر تقدر بملايين الجنيهات إلى حد الآن وانهارت قيمة الأسهم التي يملكها في سوق الأسهم المالية ،ظهر للرجل على شاشة التلفاز وهو يقول بأنه ضحية مؤامرة ،وطلب من الدولة أن تتدخل لتعويضه عن خسائره ،لكن مروان يعلم طبعا أن ما حدث له من أعمال السحر ،ورغم قوة سحره وكل ما لديه من كتب صفراء ومخطوطات قديمة فإنه عجز عن إيقاف جحافل النمل الأبيض الذي لم يعرف أحد من أين خرج ،ولم يترك شيئا إلا أكله الخشب والبلاستيك والملابس وحتى الأوراق المالية التي كان يحتفظ بها في قصره أو في البنك ،وحين علم جماعته بما حصل له ،بدأوا يبتعدون عنه ،ولم يشأ أحد من كبار الضباط أو المسؤولين الذين إشتراهم بماله أن يساعدوه .
وفي منتصف اليوم الثالث حل الكسوف الكبير الذي تنبأ به الكهنة والمنجمون منذ زمن بعيد ، واختفت الشّمس لدرجة أنّ الدنيا أظلمت تماما ،وفزع الناس وبدأوا يصلّون ،أما مروان الشابشتي فكان ينظر إلى السماء وهو ساخط على نفسه ،لكنه إبتسم،و قال لم ينته كل شيء فسيحل الجفاف ويقلّ منسوب النيل ولن تجدوا ما تأكلونه سوى فطر الآلهة، وهو منتشر بكثرة في الرّيف الجنوبي ،وبعد أيام أتاه أحد أعوانه، وأخبره أنّ ذلك الفطر آخذ في الذّبول وتوقّف عن الإنتشار ،فلطم مروان رأسه ،وقال : هذه المرّة إنتهى كلّ شيئ ،ولكني أتمنّى أن أعرف من فعل ذلك ،ثمّ فكّر قليلا ،وتمتم :لقد عرفت، إنه فؤاد وسامح ،وسأصل إليهما، وأعرف القصة منهما …

يتبع الحلقة 12 والأخيرة

مع تحيات الكاتبة اليس مرواني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق