مكتبة الأدب العربي و العالمي

لعبة_الأرواح الجزء الثاني

رأى خليل إبنة جاره نازلة في الدرج فأخبرها أنه من أصدقاء أبيها وهو يتعجب من عدم مجيئها إليه لا هي ولا إخوتها ،هو يجده رجلا لطيفا ،فرمقته بطرف عينها ،وقالت أحقا تعتقد ذلك ؟ اسمع لقد إختار طريقه ،ولم يعد يعنيه إلا الثّراء ،لم يعد ذلك الرّجل أبانا الذي نعرفه ،بعد أن باع نفسه للشّيطان ،ثمّ نزلت بسرعة ،وهي تخفي وجهها لكي لا يرى دموعها ،هزّ خليل رأسه فعن أي شيئ تتحدث هذه الفتاة ؟ فجاره ليس سيئا ،وقلّما يسمع صوته ،وذات يوم بينما كان يرتب الشقة رأى لوحة الويجا ملقاة في ركن ،فتذكر ما قاله له الرجل ،ثم أخذ اللوحة وأزال عنها الغبار ،بعد ذلك جلس ووضعها أمامه على الطاولة وقال ما هي الأسهم التي سيرتفع ثمنها ،لم يحدث شيئ فأعاد السؤال وهنا أحس بالقطعة الخشبية التي على اللوحة تتحرك بين الحروف ،وفي الأخير كتبت كلمة قهوة ،فصاح من الفرح وقال لقد كان جاري على حقّ من الواضح أن الكثير من الأمور ستتغير عندي ،طول عمري أسخر من الناس التي تذهب للعرافين والمشعوذين ،أعتقد أني سأفعل مثلهم الآن .
ثم تسائل لكن من أين سأحصل عل المال الآن لشراء أسهم شركات القهوة ،ثم فكر وقال لا يوجد سوى ذلك  اليهودي شمعون وهو سيء السمعة ويعطي قروضا بفوائد مرتفعة ،لكن ليس مهما فالربح سيكون وفيرا ويبقى عندي حصة جيدة بعد تسديد ديوني ،وغدا بعد أن أتم شغله في البنك ذهب  إلى شمعون في محل الصرافة الذي يملكه وكان ذلك الرجل يتاجر في العملة والذهب وجمع ثروة كبيرة وهو جشع وله نفوذ كبير ،لما دخل عليه خليل وجد رجلا سمينا يجلس وراء مكتب فخم وفي يده سيجار ،وسأله عن حاجته أخبره خليل أنه بحاجة لعشرة آلف جنيه ،أجاب للرجل : نسبة الفائدة عندي خمسة وعشرون بالمائة ،وترجع المال بعد أسبوع هل يرضيك هذا الشرط ؟ أجاب خليل دون تردد :موافق !!! رمقه شمعون بنظرة حادة وقال له إسمع، لن يحصل لك خير إن تأخّرت عن السّداد !!! هل فهمت ؟ ثم جاء رجل ضخم وفي يده عصا كبيرة هزها أمام خليل ،الذي إبتلع ريقه وأجاب لا داعي للتهديد فسيكون مالك عل مكتبك بعد أسبوع .
بعد قليل أعطاه شمعون المال فوضعه خليل في حقيبة وفي الغد إشترى أسهم شركة قهوة الجبل الأخضر الأمريكية ،وجلس أمام التلفزيون يتابع الأخبار الاقتصادية ،وتعجبت هالة منه لما رأته ينظر لقنوات الأخبار باهتمام شديد ،وقبل ذلك كان نادرا ما يجلس في البيت ،وهو يحب كثيرا الخروج ،وقال لها أن حياته ستتغير ويسدد كل ديونه ،لكنه أصيب بخيبة أمل لما علم أنّ أسهم شركات القهوة قد إنهارت ،وخسر كل المال الذي إقترضه ،فاحتار خليل ولعن جاره الذي ورّطه في هذا المأزق فمن أين سياتيه مائة ألف جنيه ومعهم فوائد بقيمة خمسة وعشرين ألف جنيه ،باع سيارته لكن لم تأتيه سوى بخمس ذلك المبلغ ،وحينما حل الموعد ذهب إلى شمعون ،ورجاه أن يصبر عليه قليلا كان شمعون منهمكا في وضع فراشات ملونة في صناديق زجاجية وتثبيتها بالإبر،ولما سمع ذلك ثار ،وأخذ سكينا حادة لفتح الرسائل وقال له :سأقلع أحد عينيك، وان لم تأتني ببقيّة المال في ظرف يومين ،قلعت عينك الأخرى .
تراجع خليل إلى الخلف مرعوبا لما رأى شمعون يلوّح بالسكين في وجهه ،وقد ظهر عليه الشرّ ،لكن في تلك اللحظة طارت جميع الإبر التي كانت على الطاولة في الهواء ثم إنطلقت كالسهم، وانغرزت في رأس شمعون الذي تدحرج على الأرض وقد جحظت عيناه ،ولما همّ حراسه بالإنتقام من خليل طارت المقاعد، وضربتهم في وجوههم، وصاح شمعون :أتركوه يخرج قبل أن يقتلنا فهذا الرّجل ملعون …

يتبع الحلقة 3

عن قصص وحكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق