يسجل تاريخ الاردن ان عشائر « الغزاوية وضعوا « بصمتهم على فترة تاريخية ليست بالقصيرة، وامتد حراكهم الاجتماعي والسياسي على رقعة واسعة في جبل عجلون ومحيطه، حتى استقرارها في الأغوار الشمالية، غور الأربعين وجواره. و وثق المؤرخون ظهور الغزاوية في الأردن منذ عام 1500، وبعض المؤرخين أشار أن ترسخ وجودهم في شمال الأردن كان قبل هذا التاريخ، واسم الغزاوي منسوب الى غز الرمح، وهي عادة بدوية تعني تملك الارض التي يتم فيها غز الرمح , كان للأمير البدوي محمّد سعيد الغزاوي، دور مؤثر في مقاومة سيطرة العثمانيين على المنطقة، في أعقاب انتصارهم على دولة المماليك عام 1516، غير أن قوات الأمير الغزاوي لم يكن في مقدورها الصمود أمام جيش العثمانيين، الذي كان القوة الأولى في العالم في تلك الفترة، ونظراً لمكانة ونفوذ الغزاوية، فقد عمد العثمانيون, على إبقاء زعامتهم على جبل عجلون، الذي ضم معظم بلدات شمال الأردن، وقد كان لأمراء الغزاوية صلات وثيقة مع الأمير شهاب الدين في جبل لبنان، وتحولت هذه العلاقة إلى ما يشبه الحلف، وبقي أمراء الغزاوية حكام جبل عجلون، حتى اشتد ضغط العثمانيين عليهم، بعد أن الغوا الحكم الذاتي لولاية سوريا، وتم حكم الولاية مباشرة من قبل الباب العالي، ومع تزايد الخلافات بين الطرفين، وتضييق الخناق على الغزاوية، تركوا جبل عجلون واستقروا في الأغوار الشمالية، في بلدة المشارع وغور الأربعين، حيث امتلكوا أرضاً شاسعة، وقد رسخوا زعامتهم العشائرية في الأغوار الشمالية والبلدات المقابلة لها غربي نهر الأردن، وغور بيسان عندما كانت المنطقة برمتها تابعة لجند الاردن ومن أراضي الأردن ، وقد لعبت هذه العشيرة من خلال رجالاتها في مختلف المراحل، دوراً وطنياً مشرفاً منذ أواخر حقبة الدولة المملوكية وحتى تأسيس إمارة شرق الاردن، وقدموا في سبيل الوطن تضحيات كبيرة، ولم يتخلوا عن واجبهم في أي ظرف من الظروف، لذا فقد سجل التاريخ منجزهم، وحفظت الذاكرة دورهم المشهود.