شعر وشعراء
أفئدة فريدة .. رياض الصالح
أخي قد تترك الدنيا
ندوباً ما لها عددُ
بأفئدةٍ عجيباتٍ
ولا يَرنو لها أحدُ
لها سمتٌ وإيقاعٌ
غزيرُ الحسِّ مُنفَرِدُ
بها سُرُرٌ وأروِقَةٌ
تَبُشُّ بوجهِ من وَرَدوا
فتَغرِسُ بردَ لمسَتِها
إذا اقتربوا أو ابتعدوا
بلا سوءٍ ولا ضرَرٍ
ولا التفَتَت لمن جحَدوا
فقد تركَت منافسةً
وما أَضنى بها حسَدُ
تهيمُ بجوفِ عُزلَتِها
ليأتي الدّفْقُ و المدَدُ
ولو قصَدَ الأنامُ أذىً
لسارَت عكسَ ما قَصَدوا
ستسألُني فكيفَ إذن
يصيرُ الجرحُ والكمَدُ؟
وكيفَ إذن يحلُّ بها
شحوبُ الوجهِ والهَمَدُ؟
لقد آذوا جوانحها
فدقَّت بابها العُقَدُ
وقد أَلقَوًا ظنونَهُمُ
سهامَ الرانِ تحتَشِدُ
فتَعجَبُ كيفَ تَمنَحُهُم
فلمّا أزهَروا .. حَقَدوا!
وتعرِفُ كيف تُسكِتُهُم
وتَعرِفُ كيفَ يرتَعِدوا
وتخشى أن يغَيّرَها
جموحُ سوف يطّرِدُ
فَتَحمِلُ فوقَ كاهِلِها
بما لمّا تُطِقْهُ يدُ
فما لانت لها هِمَمٌ
ولا أقفالُها وُصِدوا
نقاءُ البحرِ صبغَتُها
وفي أعماقها الجَلَدُ
فلما ضجَّت الأعماقُ ممّا ساقَهُ النكَدُ
أراحَت نفسَها منها
وغطّى سطحَها الزبَدُ
ندوبٌ سوف يَمسَحُها
مِدادُ البحرِ والأمَدُ
# بقلمي
# رياض الصالح