الرئيسيةمقالاتمنظمة همسة سماء
وفقة صباحية مع لغتنا العربية ملخص محاضرتي للدراسات العليا للناطقين بغيرها سنتناول موضوع ” الهمزة ” الشائك
فاطمة ابوواصل إغبارية
الهمز من المسائل المهمة، لما له من حضور كبيرفي كتب النحو واللغة والقراءات على أن هذه المسألة أحدثت خلافاً كبيراً بين القراء والنحاة
حالات الهمزة
——————
الهمزة حرف بعيد المخرج؛ والإجماع منعقد عند العلماء القدامى والمحدثين على ثقله؛ ولذلك فإن العرب غيرته وتصرفت فيه ما لم تتصرف في غيره من الحروف، فأتت به على سبعة أوجه مستعملة في القرآن والكلام: جاءت به محققاً، ومخففاً، ومبدلاً بغيره، وملقى حركته على ما قبله، ومحذوفاً، ومسهلاً بين حركته والحرف الذي منه حركته. ويمكن تلخيص الأحوال التي تعتري الهمزة في حالتين اثنتين، هما:
التحقيق: وهو إخراج الهمزة بكل صفاتـها من مخرجها من أقصى الحلق حيث وقعت في الكلمة، مفردة كانت أو جاورتْها همزة أخرى.
التسهيل: وله عند القراء معنيان: الأول: مطلق التغيير، فيشمل الحذف والإبدال والتسهيل بين بين. والثاني: هو التسهيل بين بين.
فالحذف: هـو أن تسقط الهمزة تماماً، ويكون ذلك في الهمزات المتطرفة ولا سيما في الوقف، أو عند التقاء همزتين من كلمتين، نحو (هؤلاءِ إِن) و(جاءَ أَجلُهم) فإن أبا عمرو يسقط الأولى منهما: (هؤلا إن) و(جا أجلهم).
والإبدال: أن تجعل مكان الهمزة واواً أو ياء أو ألفاً، وذلك يعتري الهمزة مفردة كانت في الكلمة أو ثانية اثنتين. والمفردة يمكن أن تكون فاء للكلمة أو عيناً أو لاماً، وقد جاء عن السوسي الإبدال في هذه الأحوال جميعاً، قال الشاطبي:
ويبدل للسوسي كلُّ مُسَكَّنٍ من الهمز مدّا غير مجزوم اهملا
وعليه فـ (المؤمن) تصبح بالإبدال (المومن)، و(البأس) تصبح (الباس)، و(جئت) تصبح (جيت). أما الهمزة الواقعة ثانية فقد جاء الإبدال فيها إذا كانت مفتوحة في نحو: (أَأنذرتهم) فبالإبدال تصبح الهمزة الثانية ألفاً خالصة.
وأما تسهيل الهمزة بين بَين: فمعناه أن ينطق بالهمزة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها، فينطق بالمفتوحة بينها وبين الألف، وبالمكسورة بينها وبين الياء، وبالمضمومة بينها وبين الواو. .
، فإن وصفهم الهمزة بأنَّها مسهلة مثلاً خروج بِها عن الهمزة الأصلية.
ولا خلاف بين القراء والنحاة القدامى في أنه ينبغي ألا يُتعسف في إخراجها، بل يجب أن تُخرج بلطافة ورفق. وقد حذر ابن الجزري من أن ينطق بـها القارئ كالمتهوع، وبخاصة إذا وليها مجانس أو مقارب نحو: أعوذ، أحطت، اهدنا. ومن هنا فقد نقل بعضهم عن شعبة راوي عاصم قوله: “كان إمامنا يهمز (مؤصدة) فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته يهمزها”.
الهمزة في اللغة العربية
——————
توالي همزتين
الأمثلة: 1 – أُؤْمن بالله 2 – لا أُؤْخذ بذنب غيري
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها تخالف قاعدة اجتماع الهمزتين، ولصعوبة تواليهما على النطق.
الصواب والرتبة:
————————
1 – أُومن بالله [فصيحة]
2 – لا أُوخَذُ بذنب غيري [فصيحة]
إذا توالت همزتان في كلمة واحدة وكانت الثانية منهما ساكنة قُلبت حرف مد من جنس حركة الهمزة الأولى؛ وبهذا يكون الصواب: أُوخَذُ، وأومِن.
إذا تتالت همزتان، وكانت أولاهما متحرّكة، والثانية ساكنة، فإن الثانية تُقلَب إلى حرف مدّ مناسب لحركة الأولى، فإذا كانت الأولى مفتوحة انقلبت الثانية ألفًا (آمَن -أصلها أأْمَنَ)، وإذا كانت الأولى مضمومة انقلبت الثانية واوًا (أومن – أصلها أؤمن)، وإذا كانت الأولى مكسورة انقلبت الثانية ياء (إيمان – أصلها إئمان).
فمن الخطأ أن نقول:
أُؤمِن – أُؤثِر – أأكُل أأمَن…
والصواب أن نقول:
أُومِن – أُوثِر – آكُل – آمَن…
ويجوز أن نقول:
يؤمن/يومن – يؤثر/يوثر – يأكل/ياكُل – يأمَن/يامَن…
تؤمن/تومن – تؤثر/توثر – تأكل/تاكُل – تأمَن/تامَن…
نؤمِن/نومِن – نؤثِر/نوثِر – نأكُل/ناكُل – نأمَن/نامَن…
عاطر تحياتي ومودتي
فاطمة