لا يمكن لشاعر يكتب أشعاره باللغة العربية أن يستغني عن العلم التامّ بالنحو والصرف، فالنحو والصرف عاملان أساسيان في كتابة ونطق الكلمة، ونطق الكلمة عامل أساسي في الوزن العروضي لها، والوزن العروضي هو موسيقى الكلمة، ومِن ثَمَّ موسيقى الكلام ككل، والموسيقى هي المميّز الأساسي بين الشعر والنثر في اللغة العربية، فمن أدرك العروض (موسيقى الشعر) دون إدراك النحو والصرف، خرجت قصائده مشوَّهةً، فيها من الأخطاء النحوية والصرفية ما إن صوّبه الشاعر أفسد معه موسيقى العَروض.
وإن العلماء العرب أجمعوا على أن النحو شرط في رتبة الاجتهاد، وأن المجتهد لو جمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلمَ النحو، فيعرف به المعاني التي لا سبيل لمعرفتها بغيره. فرتبة الاجتهاد متوقفة عليه، لا تتم إلا به
ويعتقد شمس قيس الرازي أن علم العروض هو ميزان الشعر، يقول: «اعلم أن العروض ميزان الشعر کما أن النحو ميزان النثر وسمي عروضا؛ لأن الشعر يعرض عليه، وبها يعرف صحيحه من مکسوره، وهو على وزن “فَعول” بمعنى “مفعول
صباحكم خيرات ومسرات