شعر وشعراء
سمفونِيَّةُ سُقوطِ الظَّلِ شعر: صالح أحمد (كناعنة)
قَد أَستَظِلُّ بِرَملِ صَحرائي إِذا
ما لاذَ ظِلِّي بِالفِرارِ إِلى سَراديبِ التَّوَقُّعِ، وَانطَفَت
أَبراجُ طالِعِنا، وَمالَت خُطوَتي للتّيهِ، وَانسَحبَ الطَّريقُ،
وَنامَت الأَفلاكُ، أَقفَرَتِ المَسالِكُ، لَم يَعُد
إِلا اهتِزازُ المَوجِ تَحتَ مَراكِبي
سَقفًا لِأُمنِيَتي، وَرَهنَ تَوَقُّعي
وَاخضَوضَرَت بُقَعُ المَواعيدِ القَصِيَّةِ، وَاستَوَت
في غَيرِ جودِيٍّ شِراعُ طُفولَةٍ
ما عادَ يُفزِعُها ارتِعاشُ الماءِ،
والريحُ الشَّقِيَّةُ تَستَفِزُّ الطينَ في أَعماقِهِ
لِيَضِجَّ طائِرُهُ، وَيَخلَعَ نَفسَهُ مِن عاتِقِ الأَوهامِ
مُغتَنِمًا سُقوطَ الظِّلِّ في عَبَثِ الطَّريقِ، وَغَفلَةَ الأَيّامِ عَن
أُسطورَةٍ قامَت لِتَغسِلَ عُذرَها في نَهرِنا،
وَتُطيلَ في مَدحِ المَتاهَةِ، كي يَسودَ العُذرُ مَملَكَةَ الظِّلالِ،
ويَستَفيقَ البَردُ، تَفشو كُلُّ أَشعارِ الذينَ تَسابَقوا
شَرَفَ انتِشالِ الآهِ مِن أَعماقِ ذاتٍ لم تُضِئ،
ومَشَت، وَقَد تاهَ الطَّريقُ، ونامَ في
أَكمامِ سُنبُلَةٍ أَنينُ السّاكِتينَ على وَجَع
::: صالح أحمد (كناعنة) :::