شعر وشعراء

قِطَعٌ مِنَ الشِّعْرِ الْخَفيفِ لِشُعَراءَ مَجْهُولِينَ، اخْتَرْتُها وَشَرَحْتُها مِنْ حَماسَةِ أَبي تَمّامٍ حَبيبِ بْنِ أَوْسٍ الطّائِيِّ:

أ. د. لُطْفي مَنْصور

القِطْعَةُ الْأُولَى:مِنَ الطَّويل
– وَلَمّا بَدا لِي مِنْكِ مَيْلٌ مَعَ الْعِدا
سِوايَ وَلَمْ يَحْدُثْ سِواكِ بَدِيلُ
(سِوايَ بَدَلِي)
– صَدَدْتُ كَما صَدَّ الرَّمِيُّ تَطاوَلَتْ
بِهِ مُدََةُ الْأَيّامِ وَهْوَ قَتِيلُ
(المَعْنَى: لَمّا ظَهَرَ لِي مَيْلُكِ إلى الْأَعْداءِ بَدَلًا مِنِّي، وَلَمْ يَكُنْ لِي بَديلٌ مِنْكِ، هَجَرْتُكِ هَجْرَ يائِسٍ لا مُبْغِضٍ، لِأَنَّ هَواكِ قَتَلَنِي، كَما يَقْتُلُ السَّهْمُ رَمِيَّةً، وَإنْ طالَ زَمَنُ الْقَتْلِ).
الْقِطْعَةُ الثّانِيَةُ: مِنَ الطَّوِيل
– أَحُبًّا عَلَى حُبٍّ وَأَنْتِ بَخِيلَةٌ
وَقَدْ زَعَمُوا أَنْ لا يُحَبَّ بَخِيلُ
(أُحُبًّا: الْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهامِ، حُبًّا: مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ بِعامِلٍ مَحْذُوفٍ تَقْديرُهُ تُحِبِّينِي حُبًّا)
– بَلَى وَالَّذِي حَجَّ الْمُلِبُّونَ بَيْتَهُ
وَيُشْفَى الْهَوَى بِالنَّيْلِ وَهْوَ قَلِيلُ
(يُقْسِمُ بِاللََهِ الَّذِي يَحُجُّ الْمُلَبُّونَ كَعْبَتَهُ. وَجَوابُ القَسَمِ مَحْذُوفٌ تَقْديرُهُ أُحِبُّكِ، وَاعْلَمِي أَنَّ الوَصْلَ – وَلَوْ كانَ قَليلًا – يَشْفي الْعاشِقَ)
– وَإنَّ بِنا لَوْ تَعْلَمِينَ لَغُلَّةً
إلَيْكِ كَما بِالْحائِماتِ غَلِيلُ
(الْغُلَّةُ: الظَّمَأُ الشَّديدُ، الْحائِماتُ أَسْرابُ الْقَطا الْعَطْشَى الَّتِي تَحُومُ حَوْلَ الْماءِ. أَيْ تَوْقُهُ إلَيْها كَتَوْقِ أَسْرابِ الطَّيْرِ إلى الْماءِ. صُورَةٌ شِعْرِيَّةٌ جَميلَةٌ)
الْقِطْعَةُ الثالِثَةُ: مِنَ الطَّويل
– إذا كُنْتَ لَا يُسْلِيكَ عَمَّنْ تَوَدُّهُ
تَناءٍ وَلا يَشْفِيكَ طُولُ تَلاقِ
(يُسْلِيكَ: يُعَلِّلُكَ، التَّنائِي: الْبُعْدُ، التَّلاقي: الوَصْلُ)
– فَهَلْ أَنْتَ إلّا مُسْتَعِيرٌ حُشاشَةً
لِمُهْجَةِ نَفْسٍ آذَنَتْ بِفِراقِ
(الْحُشاشَةُ: بَقِيَّةُ الرُّوحِ ، الْمُهْجَةُ: خالِصُ النَّفْسِ. المعْنَى: إذا كُنْتَ لا يَشْغَلُكَ عَمَّنْ تُحِبٌّ فِراقٌ وَلا قُرْبٌ فَأنْتَ قَريبٌ إلى الْمَوْتِ)
إلَى هُنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق