مكتبة الأدب العربي و العالمي
رجل ظالم / قصة رائعة استمع
من كتاب الكبائر ذكرها للإمام الذهبي رحمه الله
قال: أن رجلا مقطوع اليد من الكتف كان ينادي في النهار :
” من رآني فلا يظلمن أحدا ” …
فقال له رجل : ” ما قصتك ” ؟؟
قال : ” يا أخي قصتي عجيبة ، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة ، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني ، فجئت إليه وقلت له : أعطني هذه السمكة ،
فقال : لا أعطيكها ، أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي !!
فضربته وأخذتها منه قهرا ومضيت بها ،
قال : فبينما أنا ماش بها إذ عضت إبهامي عضة قوية وآلمتني ألما شديدا حتى أنني لم أنم من شدة الوجع !!
وورمت يدي …
فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم ،
فقال : هذه بدوّ آكلة اقطعها وإلا تلفت يدك كلها !!
قال : فقطت إبهامي ثم ضربت يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم !!
فقيل لي : اقطع كفك .. فقطعتها .. وانتشر الألم إلى الساعد فآلمني ألما شديدا ولم أطق النوم ،
وجعلت أستغيث من شدة الألم ،
فقيل لي : اقطعها من المرفق فانتشر الألم إلى العضد ،
فقيل لي : اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله فقطعتها ،
فقال لي بعض الناس : ما سبب هذا ؟؟
فذكرت له قصة السمكة ، فقال لي :
لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة ، فاستحللت منه واسترضيته ، لما قطعت يدك فاذهب الآن وابحث عنه واطلب منه الصفح والمغفرة قبل أن يصل الألم إلى بدنك .
قال : فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي ، وقلت :
يا سيدي سألتك بالله إلا ما عفوت عني ،
فقال لي : ومن أنت؟!!
فقلت : أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا ..
وذكرت له ما جرى وأريته يدي ،
فبكى حين رآها ، ثم قال :
قد سامحتك لما قد رأيت من هذا البلاء ،
فقلت : بالله يا سيدي ، هل كنت دعوت علي وقتها ؟؟؟
قال : نعم ، قلت : ” اللهم إن هذا تقوّى علي بقوته علي وضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلما ،
فأرني فيه قدرتك ” .
إحذر من المظلوم سهما صائبا ، واعلم بأن دعاءه لا يحجب .
لاتظلمنَّ إذا مَاكُنتَ مُقتَدِراً.
فالظلمُ تَرجِعُ عقباهُ إلى الندمِ.
تنامُ عينك والمظلومُ مُنتَبِهٌ.
يَدْعو عليكَ وعينُ اللهِ لم تَنَمِ.
اللهم إني أعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلَم