يومًا ما، سيكبر الصغير، سيذهب للنوم في غرفته بمفرده ويغلق الباب كي لا تزعجيه، ستصير فسحاتهُ مع أصدقائه وبدونك، وسيمشط شعره بيديه ولن يحق لك اصطحابه للاستحمام..
يومًا ما سيكبر وتمرُّ سنوات الطفل أسرع مما نتخيل.. سيختار ملابسه ولن ترغميه على ارتداء بنطلون من اختيارك..
يومًا ما ستعودين لتناول مشروبك ساخنًا وتجلسين أمام تلفازك دون صراخه المزعج وحركاته المستفزة..
لن تُغرق الفوضى منزلك، ولن تتناثر الألعاب الصغيرة الملونة حولك في كل مكان..
يومًا سيكبر الصغير ولن يحتاجك كما يفعل الآن!
أما الآن فعليك أن تستمتعي بهذا الاحتياج الجميل حتى تشبعي منه وتُشبعيه به
ستنتهي أيام آلام الرأس من صوته، وجع اليدين من حمله، تورم الرجلين من ملاحقته..
ستنتهي حتى الضحكات على براءته، النوم في حضنك، اللعب معه، القصص الليلية ستنتهي، سيكبر ويروي هو لك قصصًا جهلتها عنه..
يومًا ما ستكونين أُمًا يفخر بها طفلها، وسيكبر الصغير ويكون صديقك وشريكك في كل خطوة وحلم
يومًا ما ستذكرين تلك الليالي الأولى، قلة النوم، البكاء، القلق، التعب.. وستعلمين أنها كانت الأروع رغم كل شيء! حين كان طفلك صغيرًا وبريئا جدًا، يلمس وجهك بكفه الصغير ثم يغمض عينيه ويعانقك وكأنك ملاذه الوحيد من العالم!
أما الآن فعليك زرع الكثير من الحب والاهتمام الذي يدوم للأبد..
اقضي وقتًا ممتعًا مع طفلك؛ فسيكبر وتنتهي هذه الأيام.”
