مقالات
العهدة العرفاتية 4 – ( إعلان الاستقلال ) بقلم غسان سلطي ريموني
. قال تعالى [ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ] ص
من هنا .. ، من قدسية مدينة السلام الطاهرة ، من ارض فلسطين المباركة ، التي ولد و ترعرع عليها ، الشعب العربي الفلسطيني ، منذ جذوره الكنعانية الاولى ، لاكثر من 6000 عام قبل الميلاد ، و فيها نما وتطور ، وأبدع وجوده الحضاري والإنساني والوطني ، عبر علاقة عضوية تاريخية مع الارض ، لا انفصام فيها ولا انقطاع ، و بثبات ملحمي في المكان .. ، صاغ شعب فلسطين هويته الوطنية ، وارتقى بصموده في الدفاع عنها إلى مستوى المعجزة ، برغم ما يثيره سحر هذه الأرض و موقعها الحيوي ، على حدود التشابك بين القوى والحضارات ، من طموح و اطماع. لكافة القوى العالمية ، التي تجلت بغزوات كانت تؤدي إلى حرمان شعبها من حريته و سيادته الوطنية فِرَقاً من الازمان ،، غير أن ديمومة التصاق الشعب بالأرض و استماتته في الذود عنها ، هي التي منحت الأرض هويتها ، ونفخت في الشعب مواطنته التاريخية فيها ، مُطعّماً بسلالات الحضارات ، وتعدد الثقافات ، مُستلهماً نصوص تراثه الروحي والاجتماعي .. ! ، حيث واصل الشعب العربي الفلسطيني عبر التاريخ ، تطوير ذاته في التوحد مع أرضه ، و تابع على خطى الأنبياء على هذه الأرض المباركة ، و عمَدَ على كل مئذنةٍ و كنيسةٍ ومعبدٍ ، تكبيرةً تصدح بالسلام ، و جرساً يقرع للسلام ، و ترنيمةً تدعو الى السلام. .. !
ومن جيل إلى جيل ، لم يتوقف الشعب الكنعاني العربي الفلسطيني ، عن الدفاع الباسل عن وطنه المبارك ، و ارضه المقدسة. ، عبر غزوات و ثورات ملحمية ، مُخضّبة بارادة الحرية و السيادة ، و الكرامة الوطنية ، بسيف الايمان و عزيمة الانتصار ..
و في التاريخ المعاصر ، حيث اخذ العالم يصوغ نظام قيمة الجديدة ، استناداً الى مصالحه العليا ، كانت موازين القوى ، تستثني المصير الفلسطيني من المصير العام ، فاتضح مرة أخرى ، أن العدل وحده لا يسيّر عجلات التاريخ …
وهكذا انفتح الجرح الفلسطيني الكبير ، على مفارقة جارحة في هذا العصر المتوحش .. ، فالشعب الذي حُرم من الحرية والاستقلال ، وتعرض وطنه لابشع احتلال استيطاني صهيوني عنصري توسعي ، تحت شعار مجرم ، يمسح شعباً بتاريخه و حضارته من الوجود ، عندما قام مجتمع الاستكبار الدولي ، بتعميم الاكذوبة الصهيوامبريالية الظالمة ، بان ( فلسطين هي أرض بلا شعب ) ، فانتزعوا شعباً اصيلاً ، و زرعوا مكانه شُتاتاً ، اسموهُ ظلماً و بهتاناً باسم ” شعب ” ، و أقرّوا ان تكون فلسطين ، وطناً قومياً له اا