مقالات

– 3 – * ( العهدة العرفاتية ) بقلم :غسان سلطي ريموني

“ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ، وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ” ص .

بالرغم من الظلم التاريخي ، الذي وقع على الشعب العربي الفلسطيني ، عن طريق انتراعه قِسراً ، و بابشع حالات العنف و الترويع و المجازر السادية ، من أرض آبائه و أجداده الكنعانيين ، وجلب اليهود ، و مَن تمَ تهويدهم بالكذب و التدليس و تزوير التاريخ ، من مختلف أصقاع الارض ، و إحلالهم مكان اصحاب الارض التاريخيين ، ليستوطنوها ، اعتمادا على اكذوبة فاضحة ، شعارها (( أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض )) ، و هو الشعار الذي يكذّبه و يفضحه صكّ الانتداب على فلسطين ، و الذي ينص على [ انتداب بريطانيا العظمى على فلسطين ، لتمكين – الشعب الفلسطيني – من اهلية الاستقلال ، و ادارة شؤونه بنفسه ] ، و في هذا الصك الاممي الخبر اليقين .. !
فاذا كانت فلسطين ارضاً بلا شعب ، فعلى اي فلسطين كنتم مُنتدبون ، و اي شعبً كنتم تقومون بتأهيله يا مستر بلفور ، و يا عصبة الامممم !؟
و هو الامر الذي يؤكد ، ان المنظمة الدولية ، عن طريق قوى الاستعمار ، و باستخدام آلية انتداب بريطانيا على فلسطين ، لم تكن تؤهل شعبنا المظلوم ، انما كانت تعمل على تمكين اليهود من ارضنا ، و بقوة السلاح ، عن طريق التضييق على شعبنا ، و حرمانه من امتلاك اي من عناصر الدفاع عن نفسه و ممتلكاته ، تحت طائلة العقوبات القانونية العسكرية الظالمة ، مقابل مدّ العصابات الصهيونية الوافدة ، بكل ادوات القتال المتطورة ، و تأمين الغطاء و الدعم بكل اشكاله ، فضلا عن مصادرة اراضينا و ممتلكاتنا ، و منحها لليهود الصهاينة الذين سهّلت حكومة الانتداب ذاتها ، استقدامهم من مختلف الدول الى وطننا ، .. وكل ذلك ، تنفيذاً لفكرة استعمارية مجرمة ، تهدف الى تقسيم المنطقة ، و طمس حضارتها ، و استعباد شعوبها ، و ابقائها في حالة ضعف و عدم استقرار ، بما يسمح لهم بنهب خيراتها ، و السيطرة على مقدراتها ، و اسواقها و ممراتها… الخ
و برغم كل ذلك ، و بمحاولة منا ، للقفز المرير عن الظلم الذي وقع على شعبنا ، وبرغم كل ما عاناه و يعانيه شعبنا المكلوم ، و انسجاماْ منا مع شعارنا الحر و الجريء ” سلام الشجعان ” ، فاننا ( و كفرصة اخيرة ) ، و لسلامة الجميع ، و خاصة اؤلئك المغرر بهم من قوى الاستكبار العالمي ، و من الحركة الصهيونية العنصرية العالمية ، واستنادا منا إلى قانون التسامح الإلهي ، الذي نصتْ عليه جميع الشرائع السماوية ، و لاننا نسعى دائما الى تطبيق شرع الله على الارض ، بصفتنا خلفائه و قد قبلنا طوعاً حمل امانة رسالاته ..
فاننا نعرض بنود { العهدة العرفاتية } ، كما جاءت بخط الرئيس ياسر عرفات ، و فيها الفرصة الاخيرة ، و القول الفصل :
أولاً : نتعهد لكم ، أن نحفظ دماءكم و أعراضكم و أموالكم ، مقابل تخليكم و نبذكم للحركة الصهيونية ، و أيدولوجيتها العنصرية التوسعية و رفض الآخر ، و كل ما يتعلق بها من قول أو فعل .
ثانيا : و بناء عليه ، القبول و الترحيب ببقائكم ، و اندماجكم ، كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ، كمواطنين كاملي حقوق المواطنة ، لكم ما لنا من حقوق ، و عليكم ما علينا من واجبات ، في دولة فلسطينية ديمقراطية ، تقوم على قيم العدل والأنصاف والعدالة الاجتماعية ، وحرية الدين والمعتقد ، و حرية ممارسة الشعائر الدينية و بناء دور العبادة كما ينبغي ، وفق دستور ديمقراطي ، يُستفتى عليه من جميع مواطني الدولة الفلسطينية ( بحدودها المعروفة قبل 15 ايار 1948 )
ثالثاً : من يرفض البقاء و التعايش ، وفق ما جاء في البندين أولاً و ثانياً ، فيتوجب عليه المغادرة طوعا و سِلماً ، قبل ان يصبح كُرهاً ، الى الدولة التي اتى منها ، و يحمل جنسيتها ، و التي تعتبر موطنه الاصلي .. ،
و ذلك خلال مدة لا تزيد عن عامين ، من تاريخ إعلان (العهدة العرفاتية) !
رابعا : بعد انقضاء المدة المحددة ، من تاريخ الإعلان عن ( العهدة العرفاتية ) ، و لم تحقق هدفها ، سيقوم الشعب العربي الفلسطيني مُضطراً ، واستناداً الى حقه المكفول سماوياً و وضعياً ، باستنفار قواه الثورية المسلحة ، و على نهج العنف الثوري ، باجلائكم قسرا ، واستكمال تحرير الارض التاريخية ، و استعادة السيادة الوطنية الكاملة ، على ارضنا التاريخية .. !
خامساً : نُشهد الله سبحانه و تعالى على التزامنا المطلق ، بما اوردناه في البنود الآنفه ، ( فنحن لسنا دعاة قتل الاّ في رد الصائل ) ، و نحن على أتم الجهوزية ، لتوقيع اي برتوكول ضمان ، على ما الزمنا انفسنا به ، مع اي دولة ضامنة ، او ائتلاف دولي ، و في مقدمتهم المنظمة الاممية .
فنحن طلاب حق ، و دعاة سلم ، و شعوب تسامح بالحق ، و رواد علم و حضارة ! ، و لسنا دعاة موائد دماء .. !
* و بناءً على ما تقدم ، فأننا نقوم بتحرير الخطوة الاولى في العهدة العرفاتية ، لفتح المسار امام تنفيذ بنود السلام الآنفة ، بالاعلان عن قيام دولة فلسطين الديمقراطية :

يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق