يُعتبر هذا اليوم الثامن عشر من شهر كانون ثانٍ اليوم العالميّ للغة العربيّة، وفيه اعترفت منظمّة الأمم المتّحدة ومنظّمة اليونسكو باللغة العربيّة إحدى اللغات الستّ (الإنجليزيّة، الصينيّة، الفرنسيّة، الروسيّة، الإسبانيّة والعربيّة) المستعملة في المحافل الدوليّة، هذا الاعتراف أنصف لغتنا العربيّة الخالدة الجميلة!
وبهذا اليوم أقول: لا بديل عن اللغة العربيّة الفصيحة المعياريّة.
وجميع المحاولات للمسّ بها والحطّ من مكانتها باءت بالفشل. فلغتنا العربيّة ستبقى لغة حيّة نامية متجدّدة:
– فالأصوات التي نادت باستبدال الحروف العربيّة – في الكتابة – بالحروف اللاتينيّة خمدت واختفت.
– ودعاة اللهجة المحكيّة ومؤيدو استخدامها كلغة الحضارة والثقافة بدلا من اللغة الفصيحة المعياريّة أضحوا قلة لا يعتدّ بآرائهم.
– والمحاولات التي دعت إلى هجر اللغة العربيّة وتبنّي إحدى اللغات الأجنبيّة – كالفرنسيّة أو الإنجليزيّة أو…- فشلت فشلا ذريعا.
فاللغة العربيّة الفصيحة المعياريّة ستبقى حيّة خالدة، تسهم في تعزيز الوحدة والترابط بين أبناء الشعوب العربيّة، وترسّخ الانتماء والتواصل للحضارة العربيّة – الإسلاميّة، وتغرس القيم والمثل الإيجابيّة، وتنمّي التفكير الراقي السليم.
وعن أهميّة اللغة والدور الذي تلعبه كتب أحمد بن محمد الضبيب في كتابه “اللغة في عصر العولمة”:” اللغة من أهمّ ملامح الشخصيّة الإنسانيّة إنْ لم تكن أهمّها، فهي التي تربط الأفراد بالجغرافيا والتاريخ، وتربطهم بالأرض التي قدموا منها والثقافة التي ينتمون إليها”.
وأكّد صامويل هتنجتون على هذا الدور في كتابه” صدام الحضارات “حيث كتب:
” تعدّ اللغة من أهمّ الملامح التي تُكوّن هويّة الأمّة، وتميّزها عن غيرها من الأمم، فاللغة والدين هما العنصران المركزيّان لأيّ ثقافة أو حضارة “.
لذلك، أهيب بكلّ الناطقين بلغة الضّاد العمل على إعلاء مكانتها، وأن يبذلوا كلّ جهد لإتقانها وتطويرها واستعمالها في الحديث والقراءة والكتابة والتدريس لأنّها لغة غنيّة حيّة قادرة على مواكبة المستجدّات في عصر العولمة كغيرها من اللغات العالميّة.