نحن شعوب نجيد الكلام ونبدع في رسمه نتقن فن السب والشتم والمجاملات التي أصابت الناس بالتخمة نعاني من تخمة الكلام والجوع
يعصف بالحقيقة والمواقف والانجازات
انه زمن الكلمة الخاوية.. الكلمة المهلمة الملقات على جدران الهواتف وعلى صفحات المجلات والجرائد.. الكل يجامل وينقد ويكتب الشعر والمقالات والكل يصرخ بكلمات ويعبر عن الحب والكره َالحرب والسلم.. عن الجمال والقبح ولكن لا أحد يقرأ وهنا ليست القراءة للحروف
بل الاستيعاب والإنجاز.. مواعظ ومنابر وشيوخ ومثقفون وكتاب . وكذلك حتى غير ذلك الكل يكتب
ثم يكتب أصبحنا شعوبا تعيش بالوهم وتستمتع للأغاني وتنتظر تحقيق الاماني ونعشق الصور ونعشق نشر الفظائح.. ونتفاني في نشر الشائعات وتغذية الفتن والمحن.. أصبحنا شعوبا لا تتقن الا الكلام ثم الكلام ثم الكلام الكلام في المجالس والمقاهي والبيوت صارت مسرحا للمشاحنات والهاتف صار مسرحا
للخصام وترتيب الكلمات عبر منشورات وكلمات وحسب المناسبات
مناسبات الحب والعشق والكل لايحمل حبا. حقيقيا مناسبات الأفراح ليتبعهابعد ذلك كل حزن الدنيا نرتب مفردات الحرب والسلم على أذواق المتسلطين وحسب أفكارهم.. الكلمات
أصبحت تسافر من مكان إلى مكان
وبيدها حقيبة من المتفجرات وباليد الاخري ورودا وهديا وابتسامات وقبلات توزعها عبر المسافات…
هكذا نحن الآن بزمن الصور والكلمات
ولكن دون إنجازات.. 💞 زينب بن سعيد. 💞
