أخبار عالميه

نيويورك تايمز: روابط الصداقة الأمريكية القوية مع إسرائيل تهتز.. نقد إسرائيل ليس معاداة للسامية

تحت عنوان “روابط الصداقة التي لا تتزعزع مع إسرائيل تهتز” كتب المعلق نيكولاس كريستوف في صحيفة “نيويورك تايمز” قائلا: “لو عارضت جرائم الحرب التي يرتكبها أعداؤك فقط فليس من الواضح أنك تعارض جرائم الحرب”.

وهذا تفكير يستحق مواجهته، وكما يقول الخبراء فإن كلا من حماس وإسرائيل متورطتان بجرائم حرب في الحرب الحالية في غزة. وبنفس السبب الذي نشجب فيه قصف حماس لإسرائيل ألا ينبغي علينا أن نطالب بقبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار والتوقف عن قصف غزة الذي تسبب بقتل أعداد أكبر من الأبرياء؟

وعاد الكاتب إلى عام 1948 قائلا إن الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف بإسرائيل بعد إنشائها في ذلك العام، وكان واحدا من الأمور التي اتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون هو الدعم الذي لا يتزحزح لإسرائيل. وكتب الرئيس باراك أوباما بعد توليه منصب الرئاسة مباشرة: “راوبط الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تزال كما كانت دائما قوية ولا تتزعزع”.

الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف بإسرائيل بعد إنشائها عام 1948، وكان واحدا من الأمور التي اتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون هو الدعم الذي لا يتزحزح لإسرائيل

لكننا اليوم وخاصة داخل الحزب الديمقراطي، نرى أن هذه الروابط تهتز، في الوقت الذي يرفض فيه نتنياهو دعوات وقف إطلاق النار في غزة “ويتركنا نتساءل: لماذا يجب على دولاراتنا من دافعي الضرائب دعم الدمار وقتل عدد من الأطفال الأبرياء وتدمير 17 مستشفى وعيادة وإجبار 72 ألفاً على الهرب من بيوتهم؟”.

وقال الكاتب إن الرئيس جوزيف بايدن منع قرارا في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار معتقدا أنه قادر على تحقيق الكثير عبر الدبلوماسية الخاصة وأكثر من التوبيخ.

وقال بايدن في عام 2010: “يحصل التقدم في الشرق الأوسط عندما يعرف الجميع ألا مسافة بين الولايات المتحدة وإسرائيل” ويعني بذلك خلافا.

ويعلق كريستوف: “واحسرتاه، من الصعب رؤية هذا التقدم، فقد استخدم نتنياهو الأمريكيين كغطاء لتوسيع المستوطنات وإلى حد كبير لتدمير حل الدولتين. وغمز للتطرف الداخلي بحيث أصبحت هناك 100 مجموعة على واتساب بأسماء مثل الموت للعرب، وشجعها على العنف ضد العرب والفلسطينيين. وها هو الآن يقصف غزة وأشعل قتالا وصفه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بالحرب الأهلية”.

وقال الكاتب: “هناك بعض التقدم، حيث أصبح بعض الشبان الأمريكيين يشاهدون صعود إسرائيل الصقورية والمتطرفة ويرونها ليس كديمقراطية شجاعة، لكن كقوة قمع عسكرية. وما يدهشهم ليست القيم الديمقراطية ولكن ما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش بجرائم الفصل العنصري. كما قوّض نتنياهو دعم الحزب الديموقراطي لإسرائيل من خلال تجاوز ديمقراطيين مثل أوباما واصطفافه مع دونالد ترامب والجناح اليميني الأمريكي”.

وقال كريستوف إن “الكثيرين منّا معجبون كثيرا بإسرائيل، فهي ديمقراطية قوية تمنح مواطنيها العرب حقوقا أكثر من جيرانها: شكرا لله أنها تعامل مواطنيها العرب أكثر مما تعامل مصر وسوريا والسعودية المواطنين العرب” وفق تعبيره.

أصبح بعض الشبان الأمريكيين يشاهدون صعود إسرائيل الصقورية والمتطرفة ويرونها ليس كديمقراطية شجاعة، لكن كقوة قمع عسكرية

ولكن هناك جانب آخر لإسرائيل يميز ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتعتقد أنها قادرة على التحكم بهم وللأبد ومصادرة أرضهم بدون منحهم حق الرفض.

ويعلق الكاتب أن “المدافعين عن سياسة إسرائيل في غزة يقولون إنها تحذر أحيانا الناس قبل تدمير بيوتهم، بخلاف حماس، ولا تريد قتل الكثير من المدنيين، وأن حماس تبني مواقعها العسكرية داخل المناطق المدنية بشكل يؤدي إلى أضرار جانبية. وهذا صحيح، لكن على أمريكا أن تتطلع لحلفاء بمستوى أخلاقي أعلى وأحسن من حماس” بحسب زعمه.

وما يثير القلق أن سياسة تدمير غزة تساعد نتنياهو سياسيا ولا هدف استراتيجيا لها، بل يمكن القول إنها تساعد حماس. وكتب ألوف بن، المعلق في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “هذه أكبر عملية إسرائيلية فاشلة وعبثية في غزة”.

وقال كريستوف: “برافو، سناتور بيرني ساندرز وجون أوسوف اللذين أظهرا قيادة ووقفا ضد نتنياهو، والمثير للملاحظة أن كليهما يهوديان، ذلك أن أقوى الداعمين لسياسات نتنياهو المتطرفة ليسوا يهودا أمريكيين بل من الإنجيليين المسيحيين البيض”. وبحسب استطلاع لمركز “بيو” العام الماضي وجد أن أقل من ثلث الشباب اليهود الأمريكيين اعتبروا نتنياهو “جيدا أو ممتازا” وأن أقل من الربع عارضوا بقوة حركة المقاطعة “بي دي أس”.

يجب على داعمي إسرائيل عدم استخدام معاداة السامية كغطاء يحجب أي نقد صادق

وأضاف كريستوف: “في مقال سابق، تساءلت عن السبب لمنح 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية إلى بلد غني كإسرائيل. من الأفضل لو أنفقت الأموال لتوفير اللقاح وتطعيم الناس في البلدان الفقيرة ضد كوفيد- 19”. وقال: “حضّرت نفسي لموجة من النقد، وكان هناك البعض الذين قدموا رؤية مضادة معقولة، لكن ما أدهشني هو أن الكثير من الناس وافقوا بطريقة لم تحدث منذ عقد”.

واعتبر أن “ما يقال إن محاولة اشتراط الدعم الأمريكي لإسرائيل سيؤدي إلى اتهامات بمعاداة السامية ليس صحيحا”. وعلينا القول بوضوح: “معاداة السامية مصدر قلق حقيقي وهي تثير بعض الإدانات لإسرائيل، لكنها تقلل من شأن الكفاح ضد معاداة السامية عبر إلقاء التهم باستخفاف. ومثلما يجب على المعادين للسامية عدم استخدام هذا النزاع لنشر الكراهية، يجب على داعمي إسرائيل عدم استخدام معاداة السامية كغطاء يحجب أي نقد صادق. فلا يعد عداءً للإسلام (إسلاموفوبيا) لو شجبت البرنامج النووي الإيراني ولن تكون معاديا للمسيحية لو شجبت دونالد ترامب لدعمه القومية البيضاء، ولست معاديا للسامية لو انتقدت إسرائيل لارتكابها جرائم حرب ممكنة”.

المصدر : القدس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق