شعر وشعراء

هل فكّرتَ بغيرك ؟ الدكتور عماد الكيلاني)

١٢-٥-٢٠٢٠

اشبعتْ … ؟
كم لقمة …؟
ابلغتَ حدّ التُّخمة ؟
كم نوعاً من الطعام
تشكّلت به طاولة الافطار ؟
اضافة للسلطات والعصائر
أمِنْ بينها كانت الاسماك ؟
هل فكّرتَ بغيرك ؟
بالجائعْ
بالفقير المتعفف الضائعْ
بالمسكين الحائر القانِـعْ!
وعيونُكَ تتجوّلُ في تشكيلة الموائِد
وقلبكَ الشغوف بالاصنافِ والفوائِدْ
هل فكّرتَ بالمحرومْ ؟
الذي تعوزهُ لقمة حلال
يسعى اليها طوال اليوم
وحين ينالها يكون كالمسقومْ !
هل فكّرتَ بالمظلومْ ؟
الخاسرِ لقمة عيشه المكلومْ !
هل فكّرتَ حين يُرفعُ الاذان
بغيرك حيارى في رمضان
ربما يفترشون الارضَ
ربما طاولاتهم كسرة خبز ناش
وقليلٌ من الماء ممزوجة بالذلّ والهوانْ
ربما يتساءلون في ضمائرهم
هل يستوون والاغنياءُ بالعنوان!
هل يطيبُ عيشهم واطفالهم
تتلوّى من الجوع والخوفِ والحرمان ؟
فهل شبِعتْ ؟
حين امتدت يداك الى الاصناف
من كل خيرات الدنيا ولا تخـاف !
تحتارُ في الاختيار من تنوعها
تختارُ اطيبها بلا تردد او ارتجاف !
كم لقمة تناولتْ ؟
كم كأساً من العصير المبرّد
في ثلاجاته قد شرِبتْ ؟
هل تهنّيتْ !
حين قلتَ عند الاذان:
ذهب الظمأ وايتلَّت العروقْ
هل أحسستَ بتلكمُ الفروقْ
ما بين الغني المتخم بالشهوة
والفقير الذي يتلوى وقلبه محروق!
هل حمدتَ الله على النّعمة ؟
وأعطيتَ بعضها لمحتاج طرق الباب
يرجو ربه ان يعفيه من السّقمة!
(الدكتور عماد الكيلاني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق