مكتبة الأدب العربي و العالمي

الإخوة الخمسة الجزء الاول

في قديم الزمان ، حين كان العمالقة ما زالوا يعيشون على الأرض ، سكن رجل هرم مع زوجته في كوخ خشبي صغير تحيط به الجبال والصخور العالية التي تحميه من رياح الشتاء القاسية . بالرغم من كونهما فقيرين جداً مقارنة مع غيرهما من الناس ، إلا أنهما كانا يشعران بالثراء لأن لهما خمسة أبناء أصحاء كل واحد منهم يكبر أخاه بسنة واحدة فقط ، وهم دائماً مع بعضهم ، وكانوا قرة عين والديهما .
في أحد الأيام ذهب الزوجان لجز العشب عن السفح وتركا الصبية وحدهم في البيت . كان صباحاً مشرقاً دافئاً ، فخرج الأولاد الذين ملوا اللعب في الداخل إلى الحديقة الصغيرة التلال . وسرعان ما صار صدى صيحاتهم المرحة يصدح عندئذ تقدمت باتجاههم سيدة عجوز ضعيفة عرجاء وقالت بصوت واهن : « هل يمكن لسيدة عجوز أن تطلب جرعة من الماء ؟ » .

توقفوا فوراً عن اللعب وهرع أكبرهم إلى البئر بينما ساعدها البقية في الجلوس عند الباب لتستريح، وفي غضون لحظات ومعه إبريق من الماء البارد الصافي.
قال لها الصبي: «تفضلي أيتها الجدة، هذا سينعشك لقد تركت الدلو ينزل في البئر عميقاً ليكون الماء بارداً ولذيذاً».
شكرته السيدة كثيراً ولما أطفأت عطشها سألتهم عن أسمائهم، فضحك الصبية بمرح وقالوا: «ليس لنا أسماء، إننا متقاربون في العمر ونفعل كل شيء مع بعضنا، وإذا ما أراد والدانا أي شيء منا فإنهما يناديان: أيها الأولاد، فنكون جميعاً بين أيديهما في الحال».
قالت العجوز : «أنتم طيبو القلوب طيبة، تحسنون معاملة كبار السن والضعفاء، لقد كدت أموت من العطش ولولا مساعدتكم لي لما استطعت أن أكمل طريقي ولذلك سوف أكافئكم، لكن للأسف هناك شيء واحد أستطيع فعله من أجلكم، لن تكونوا من دون أسماء بعد اليوم فسأمنح كل واحد منكم اسماً»، وتابعت
تقول: «أنت أيها الشاب الذي يحمل الكأس ( والتفتت إلى الأخ الأكبر) ستدعى الحارس أما إخوتك فستكون أسماءهم: ذو القبضة الحديدية، السيف القاطع، أبو العيون، ومتسلق الجبال وأرجو أن تجلب لكم هذه الأسماء الحظ الحسن في المستقبل جزاء لكم لإحسانكم إلى عجوز مسكينة».
ثم ودعتهم مذكرة إياهم مرة أخرى بأسمائهم وأوصتهم أن يتصرفوا تبعاً لهذه الأسماء واستدارت لتكمل طريقها.
وفي المساء عندما رجع الوالدان، حكى لهما الصبية ما حدث مكررين الأسماء الغريبة التي حصلوا عليها، فدهش العجوزان كثيراً وسألا أولادهما عن المكان الذي جاءت منه العجوز وعن تفاصيل ما حدث لكن الأولاد كانوا قد نسوا كل
شيء وما عادوا يتذكرون إلا الأسماء، والشيء الغريب أنهم كانوا كلما استخدموا أسماءهم كان صاحب الاسم يكتسب الصفة التي يدل عليها اسمه فقد عين الحارس نفسه حارساً على
إخوته الخمسة، أما ذو القبضة الحديدية فقد كان جاهزاً دائماً بذراعيه القويتين لحمل أي ثقل، وعندما يطلب الوالدان وقوداً للشتاء كان السيف القاطع يذهب لقطع الأشجار في غابات
الصنوبر المظلمة أعلى الجبال، ولم يكن هناك طائر أو أرنب يمكن أن يفلت من نظر أبي العيون الحاد، وبالتدريب المستمر استطاع متسلق الجبال الصغير أن يتسلق أشد المنحدرات الصخرية والجروف العالية.

يتبع…

من قصص حكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق