الرئيسيةمقالات

الرئيس المرزوقي / كتب الاعلامي المعز بن رجب

الرئيس المرزوقي..
حتى وهو ينسحب من الحياة السياسية، يأبى الدكتور المنصف المرزوقي إلا أن يقدم درسا بليغا، واضعا الديمقراطية التونسية على خطى الديمقراطيات العريقة، حيث ينسحب السياسيون عندما يخسرون في الانتخابات. وسيتحول هذا الانسحاب إلى تقليد عندنا ولو بعد حين. وفي انتظار ذلك لقد أحرج المرزوقي سياسيين كثرا مازالوا يحاولون البقاء على الساحة وهم يتلقون الضربة تلو الأخرى، وينهزمون في الانتخابات تلو الأخرى، ولم يبق لهم إلا التشويش على الحياة السياسية السليمة. الرجل بالفعل سابق لزمانه.
وللتذكير هنا فقد كان عرضة لحملات إعلامية شرسة منذ مطلع التسعينات، عودوا للتأكد إلى ورقات “الإعلان” و”كل الناس” و”الحدث” وغيرها، ورماه النظام في السجن وسعى إلى تجويعه ودفعه إلى الهجرة، ولم يصمت، وقد استمرت تلك الحملات نفسها بأشكال أخرى بعد توليه الرئاسة، تسيرها الغرف نفسها اعتمادا على أقلام مأجورة وأفواه نبّاحة.
إلا أن الرئيس المرزوقي يبقى شامخا قامة بالمعنى الحقيقي للكلمة، بصدقه ونظافته ووطنيته وبما كتب وقد كتب ما يعجز عن فهمه معاصروه من السياسيين، دعك من الإعلاميين الذين يعجزون على الإتيان بجملة بدون خطأ. سيكتب التاريخ أنه كان سابقا لزمنه وأعمق رؤية ونظرة، وستتحول كتبه إلى منجم للحكم التي تُعلّق في الأماكن العامة وتتردّد على ألسنة شعب من المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق