الرئيسيةشعر وشعراء

سردية حين نصبح أعلى من الحب

رشا السيد احمد

سردية
حين نصبح أعلى من الحب
رحيق قبلة
جاءتني كلماتك شفاء للروح
ـ ما به صوتك حبيبتي قد بُح ؟!
ـ حبيبي لا تخف فقط لمسني البرد في ثورة شوق داهمتني منذ وصلت بيروت أشتاقك جدا فيما روحي صارت عندك قبل وصولي
ـ فدتك روحي حبيبتي ليت لي بقبلة الآن تمسح عن أنفاسك كل الوجع
ـ بل فدتك روحي ماء قلبي ونبضه أعلم حال الوطن الثائر حولك

أتعلم يا ابن عمي ؟!
ماذا ستخبريني حبيبتي ؟
كنت نجمة منتشية ترقص حول القمر
تتقافز برقص خرافي , على رؤوس أقدامها فوق بلاط السماء ..
نجمة خرجت من إسطورة عشق دمشقية ترتدي عباءة نور يرتعش ضوئها على جسدي كما أوراق الخريف
وبعد أول قبلة لنا !!
رحت أتنزل فوق الورق
قصائد من شغب !!
ترقص بفرح على سطور قلبك واحداً تلو الآخر
و تعود تتجمع في حضنك نجمات صغيرة
تتكور على رفة قلبك قطة شامية بيضاء
بعيون فيها ألف حكاية وأسطورة حب وموج شوق
لونتها ذهبية السنابل وكروم العنب في سهل حوران ورائحة الياسمين الدمشقي
” كانت الرؤية فاخرة الأحداث تتحدر على أسيل الفجر قصة لا تموت ” !!!! .

الله .. ما زلت كيفما تحركت ..
ترتطم شفتي بوجهك الذي يسكنني وأسقط بين يديك
فيما قلبي يحرثه خنجر البعد بينما رائحتك تبلل روحي بفوضوية أعشقها
الله يا متلفي ما أبرعك بالحضور وما أبرعك بالغياب

كما كوكب دري حضرتني ..
فأسكنته في كل خلية مني بعشق صوفي فيما أحتل عبقه ملامح روحي
كيف صرت هكذا جبال راسيات داخلي وصار إسمك في قبة سمائي شمس تبسم لي كلما تلفت لها
فيما تجوس عيني الأفق تستقصي عنك كلمات السماء
بينما صوتك مزروع في أعماقي ..
كعزف قيثار أزلي ساحر يظل يدندن أسماؤه وكلامه على مدار القلب
يقصني قصص عميقة التاريخ وأغني له أناشيد الطفولة الإلهية
حتى يغفو في أوردتي رجل بحجم إسطورة .

أتعلم ..
حتى لو شغلني الكون
تظل تلاحقني في مقامي وفي أحلامي .. وفي كل المدن وفي كل مطار أصله سرا أو علنا !
كلماتك المدببة التي قلتها صمتا حين أرتديت الغياب ما زالت تأكل الفرح من قصيدتي وتسرق ضوء نهاراتي
ما أبرعك بحضور إلهي أحضرك ..
مسح من ذاكرتي كل ما كان
حتى لم يبقى بسهول عقلي إلاك ..!!! .
وما أبرعك بغياب جعلته متلفي
هل تذكر ..
دريسدن وأستنبول ولندن وباريس وبيروت والصين وعلى ماذا سنشهدها على تحدي عينيك لعيني وبرلين التي تسرق حبيبتك وأطواق الحديث النشوى
أعلم أن قلبكَ لا ينسى وأن لفه صخب من صمت

أطمأن ما زلتَ همسٌ أحضرته لي السماء يشاكسني بجمان نفسه
يجعل النهارات أحلام تتهادى أمامي بقصص من سندس
أطفال تلك القصص وعشاقها في قلبي يلهون ويلعبون ويحاربون طواغيت الكون ويكتبون ويحلمون ..
” وإلى السماء كما الأنبياء كل ليلة يعرجون وفي سدرة المنتهى ينامون ”

أعلم أني مسكونة بك منذ خلقني !!
منذ زمن الإنبثاق الأول ولكني لم أكن أعلم …
أن حضورك سيحمل لي صبوات تدوخني
وتجعلني خفيفة كغمامة بيضاء سعيدة تَجُول العالم بقلب من عشق وقصائد
لتطوح بي فجأة في لجة شوق لا ينتهي

و ما لم أكن أعلمه أيضاً ..
أن الغياب سيحفر بفؤوسه بقلبي حتى يصل العظم مني !!! .

ورغم ذلك ما زلت مملوءة بك بكل كينونتي
وسأضل كما فراشة تكتمل بموتها في منبع النور فعشق لا يجعل أرواحنا تتحد بنور الكون لا نريده
كل عام وأنت حبيبي ولهفتي التي لا تغيب
.
دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا شرقي بألمانيا
سيدة المعبد
السبت
30 . 11 . 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق