أخبار عالميهاخر الأخبارالرئيسية

قصة إيرانية انتحرت بالنار وزعموا أن “العفة” هي السبب

يوم الاثنين الماضي، أضرمت فتاة إيرانية النار بنفسها أمام إحدى الدوائر القضائية بطهران، وفي اليوم التالي نقلت وكالة “ميزان” المحلية للأنباء عن مسؤول قضائي أنها متهمة “بارتداء ملابس غير لائقة، ومخالفة “العفة” العامة، إضافة إلى إهانة الضباط، وأن رئيس المحكمة كان في إجازة بسبب وفاة أحد أقربائه، ما تسبب في تأجيل الجلسة، فحرقت نفسها بالبنزين بعد خروجها من الوحدة القضائية، وهي الآن في مستشفى للعلاج” وهذا كل ما في الخبر الذي نراه من نوع ما قل، من دون أن يدل على شيء يفيد.

قصة تلك الفتاة مختلفة، ولا علاقة لها بارتداء غير اللائق، ولا بالعفة أو إهانة الضباط، على حد ما يمكن استنتاجه مما روته شقيقتها أمس الأربعاء لوكالة “روكنا” المحلية، وملخصه أن القضاء كان يتعامل مع أختها “كإنسان صحي عادي، مع معرفته بأنها معتلة بمرض التوحد، وكانت تحت المراقبة الطبية طوال العامين الماضيين، وزودنا المحكمة بكل الوثائق المؤكدة مرضها” وفقاً لما قرأته “العربية.نت” مترجماً عن الوكالة بموقع Center for Human Rights in Iran الراصد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، والمضيف من رواية الأخت أن شقيقتها دخلت في مارس الماضي إلى ملعب “أزادي” لمشاهدة مباراة بكرة القدم للرجال، وهو ممنوع على الإيرانيات، فاعتقلوها وزجوها في سجن Gharchak بمدينة “ورامين” البعيدة 55 كيلومتراً عن طهران.

“إيران الفريدة من نوعها”

تمضي رواية الأخت، فتقول إن شقيقتها البالغة 28 سنة، تعرضت لمهانات في السجن واحتدمت عليها مضاعفات التوحد والاكتئاب لوضعها في مناخات مرعبة عليها، فاضطروا لإطلاق سراحها، ولكن بكفالة مالية مشروطة بخضوعها للمحاكمة، وفي أولى جلساتها الاثنين علمت أنهم سيعيدونها إلى السجن للبقاء فيه 6 أشهر على الأقل، فلم تتحمل أعصابها ما علمت، لذلك خرجت واشترت بنزيناً سكبته على جسمها وأشعلت فيه النار “وهي الآن بين الموت والحياة في وحدة للعناية المركزة تعالجها من حروق درجة ثالثة شملت أكثر من 90% من جسدها” بحسب تعبيرها.

ويقول “مركز حقوق الإنسان في إيران” إن المادتين 80 و81 من الإجراءات الجنائية فيها، تلزم القضاء الإيراني بإسقاط التهم على الفتاة بسبب حالتها الصحية المعقدة “باعتبار أن إيران من الدول التي وقعت على “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” المعروفة بأحرف CRPD اختصاراً لاسمها الإنجليزي الطويل، وهي اتفاقية قرأت “العربية.نت” بسيرتها، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرتها في 2006 ودخلت في 2015 حيز التنفيذ، وتلزم الدول “بضمان الوصول الفعال إلى العدالة لذوي الإعاقة على قدم المساواة مع الآخرين” إلا أن ما حدث للحارقة نفسها لا يشير إلى أنها حصلت على هذا الحق في إيران الفريدة من نوعها بالعالم، فهي الوحيدة التي تمنع النساء من دخول ملاعب كرة القدم لمشاهدة مباريات الرجال.

ومع أن كلمة “آزادي” الفارسية تعني “حرية” بالعربي، إلا أن الملعب الإيراني الشهير ممنوع على الإيرانيات اللواتي سمحت لهن السلطات بدخوله لأول وآخر مرة حين لعب المنتخب الإيراني مباراة في 16 أكتوبر 2016 مع نظيره البوليفي، ومن يومها لا تدخل إحداهن إليه إلا متنكرة كرجل أو بحيلة هي مخاطرة كبيرة، كالتي حاولت في مارس الماضي فاعتقلوها وانتهت محترقة بنار الاحتراق.

المصدر – العربية.نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق