اقلام حرةالرئيسية

اجعل التاريخ مستشارك الحكيم”(أ.د.حنا عيسى)

فالفلسفة هي فن الكلام، فن الثرثرة مع فتاة جميلة مثلها)

التاريخ قد علمنا : أننا لا نتعلم من التاريخ َ

إذا كان التاريخ هو مفتاح العقل، فإن السلطة هي مفتاح التاريخ

لا أعرف كيف يمكن تسمية بلاد يجهل شعبها الواقع والتاريخ بلاداً حرة

لماذا لا يغيرون شكل طغيانهم حتى يصبح تاريخنا أكثر تنوعاً على الأقل ، ربما نمنح أحفادنا كتب تاريخ غير مملة

كان فولتير يرى أن مكان السلطة في أيدي من هو مؤهل لقيادة المجتمع نحو السعادة، وهذه الأيدي ما هي إلا أيدي الملك، لأنه هو الوحيد الذي يملك القوة ليصل بالدولة إلى الهدف المطلوب

لقد عمل فولتير على انتقاد تاريخ سابقيه لأن ما وصل إليه من تاريخ، مكتوب في ظروف سيطرت فيها الكنيسة والملكية، ولذا فقد جاء هذا التاريخ مليئا بالخرافة والأسطورة والتعصب إذ يقول عنه أنه ثمرة العقلية الخرافية الأكثر بشاعة في تاريخ البشرية”

لقد فهم فولتير بأن العقل ينبغي أن يكون سيد الموقف وليس التكرار والنقل فلا شيء ينبغي أن يفلت من تفحصه النقدي ولا شيء ينبغي أن يقبل قبل أن يوزن بميزان العقل وهذا الكلام ينطبق على أقوال الأوليين، والتعاليم الدينية مثلما ينطبق على المواضيع الدنيوية

فلسفة التاريخ اقرب إلى الفلسفة منها إلى التاريخ ، ذلك لأن فيلسوف التاريخ يقوم باختزال العلل الجزئية للوقائع الفردية إلى علة واحدة ، ثم يفسر في ضوئها التاريخ العالمي . فهذا ابن خلدون مثلا سيطرت عله فكرة التشابه بين الحضارة وحياة الكائن الحي فظهر ذلك في تصوره لمسيرة المجتمعات”

فولتر أول من ادخل مصطلح (فلسفة التاريخ) ولكن محاولات فهم التاريخ واستخلاص الدروس منه للحاضر وللمستقبل كانت قائمة منذ العصور القديمة ، بيد أن فلسفة التاريخ بالمعنى الدقيق للكلمة لم تبدأ ألا منذ فيكو ، الذي طرح فكرة التطور الدوري للمجتمع ( في حلقات مغلقة ) : يمر كل شعب ،وان يكون في أزمة مختلفة بمراحل الطفولة والشباب والنضج ثم يشرع بالهبوط لتبدأ بعده حلقة جديدة ، ثم ارتبط تطور فلسفة التاريخ بأسماء فولتير وهيردر ومونتيسكو وروسو وغيرهم من مفكري القرن الثامن عشر . وقد انتقد هؤلاء التعاليم والنظريات الدينية حول تدخل العناية الربانية في مصادر الشعوب, وأكدوا على أهمية العوامل الطبيعية ( المناخية وغيرها ) في حياة الناس ، وطرحوا فكرة التقدم في تطور المجتمع.وكان مذهب هيغل قمة تطور فلسفة التاريخ. يرى هيغل أن التاريخ ليس سلسلة من الحوادث العشوائية ولا تشابكا اعتباطيا لأفعالالبشير وإنما هو مملكة الانتظام والقانونية يستلزم فيها الماضي الحاضر ويستتبع الحاضر المستقبل رغم أن نتائج أفعال الناس لا تتطابق عادة مع نواياها ومراميها وفي معرض الكشف عن أساسالارتباط الداخلي بين الأحداث التاريخية يذهب هيغل إلى أن التاريخ هو ميدان تحقق الروح العالمي ، الذي يبدو وكأنه يسير وفقا لخطة مرسومة سلفا .وجاءت النادية التاريخية نظرية علمية حقا حول تطور المجتمع ،وذلك ما كانت تعاني منه المذاهب السابقة من فهم التاريخ ، مجرد ومعزول عن الواقع وكشف عن القوانين الموضوعية لنشاط البشر وفي الفلسفة البرجوازية المعاصرة . هناك مذاهب مختلفة من فلسفة التاريخ تتسم عموما بالتخلي عن الكثير من الأفكار الايجابية التي سبق أن طرحها المفكرون البرجوازيون بنفي التقدم في التطور الاجتماعي والقانونيات العامة للعملية التاريخية وإمكانية معرفة التاريخ .

—————————————-

فولتير : ( 1694-1778) فيلسوف وأديب ساخر ومؤرخ فرنسي من ابرز رجال حركة التنوير ،ناضل ضد الحكم الاستبدادي والكاثوليكية .
فيكو : (1668-1744) سوسيولوجي وفيلسوف إيطالي صاحب نظرية الدورة التاريخية .
هيردر : (1744-1803) فيلسوف وأديب وناقد ألماني .
مونتيسكو : (1689-1755) منور وسوسيولوجي  فرنسي من مؤسسي الاتجاه الجغرافي في السوسيولوجيا .
روسو : (1712-1778) منور وفيلسوف وسوسيولوجي وأديب فرنسي وطور نظرية العقد الاجتماعي .
هيغل : (1770-1831) فيلسوف مثالي موضوعي ألماني أعطى صياغة شاملة للديالكتيك المثالي , كانت احد المصادر النظرية للمادية الديالكتيكية.

ة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق