خمسون عاماً:
٥-٦-٢٠١٩
ولم يزلُ صوتُ الهزيمة حاضرْ
وجعٌ مستمرٌّ وعنوان انكسار ومسافرْ
وهزيمة كبرى وضياعٌ صوته هادرْ
خمسون عاماً تمضي
ولا تزالُ القدس تنادي
علّ صدى صوت المنادي
يسمع الأموات لا الأحياء
من فوق المنابرْ !
ربما تردد الصدى أقوى
فمن تحت الثرى سمعوا
وتهتز بحسرتها عليه المقابرْ
خمسون عاماً نزفها نهرُ دم جاري
والناسُ الذين بقوا في الارض
وقد تشبثوا بترابها
وجعٌ بقلوبهم وحسرة الفقدِ
وثورةٌ تصدت للغزاة وحدها
لم نسمع للآخرين سوى
عويلٌ تجلى صداه فرق المنابرْ
ولم يزل جرح الاحبة نازفٌ
ولم يزل ابي وجدي رغم الغياب
لم يزل صوتهم تحت الثرى يُكابرْ
[٢] خمسون عاماً مضت
والحال واحدْ
وأكثر من خمسين ملون شاهدْ
القدسُ لم تَزل وحدها تُعاهدْ
والجليلُ نسمع صوت هديره
فوق الجراح لم يزل صامدْ
وتلك الثغور الراسياتُ
من عيلبون حتى اخر البحر
موجها والماءُ يُجاهدْ
ولمّا بعدها خيم الرحيل شاهدةٌ
على خيانة من تعاهدوا يوماً
ان يرجع الأحباب لأرضهم
فإذا بوعدهم اضحى
كل الغياب مشروعٌ وراقدْ!
[٣] خمسونَ عاماً والناس تنادي
اما من رجل بعد من مروا
اما من فارس بجدد العهد
والخيلُ والليلُ والريحُ
وفارسٌ يمتضي جوادهُ قائدْ
لم تُزل كتبٌ تروي الخيانات
وحديث رجعتهم يتلى
بكل تفاصيلِ الحكاية فوق الموائدْ
لم تُزل أنباء نكبتنا موصوفة
في كل اشكالها فوق سطور الجرائدْ!
[٤] خمسون خمسون والأرقامُ كلها واحدْ
كلّ شيء لا يزال يشهدُ
على زمان الضلال والعهر
من ضيعوا تفاصيل الحكاية كلها
ولم يزل شاهد الضياع ماثل بالعصر
ضياعهم وخسارة الأوطان ماثلة
ما امتد بِنَا هذا العمر
ولم يزل جرحنا نازف ابد الدهر !
[٥] خمسون ولمّا يأتَ موعد التحرير !
(الدكتور عماد الكيلاني)