بعد كشف البيت الأبيض عن عقد ورشة عمل اقتصادية في البحرين أواخر حزيران المقبل يومي 25 و26 تحت اسم “السلام من أجل الازدهار”، كجزء أول من خطة سلام الشرق الأوسط المعروفة باسم “صفقة القرن”، والتي هي منفَذة على ارض الواقع من ضياع القدس وحق العودة والاستمرار في الاستيطان وشرعنة السيادة الاسرائيلية على كامل حدود فلسطين وضم الجولان ولم يبقى الا ضم اجزاء كبرى من الضفة الغربية الى اسرائيل الى حين ايجاد حل جذري للتجمعات الفلسطينية الكبرى عبر استكمال صفقة القرن.
الورشة المنعقدة اواخر حزيران المقبل ما هي الا الخطة الاولى من المرحلة الرابعة لما يسمى بصفقة القرن وهي توطين الفلسطينيين في الدول العربية مقابل دفع مئات المليارات لانعاش اقتصاد هذه الدول واجبارها على توطين الفلسطينيين النازحين والمشردين لديها بعدما قطع الرئيس ترامب كل تمويل الولايات المتحدة لمنظمة الاونروا المختصة باللاجئين الفلسطينيين وكل المنظمات الدولية التي تقدم خدمات للنازحين الفلسطينيين المشردين.
قامت واشنطن مؤخرا بالتنسيق مع إسرائيل للخطوة الرابعة في تنفيذ صفقة القرن وهذه الورشة حلقة دراسية ورؤية تنسيقية ما بين امريكا والبحرين لعقد اجتماع بين دول الخليج ورجال الاعمال لتيسير النمو السريع للقطاع الخاص.
تهدف الورشة إنشاء مناخ سياسي إقليمي ملائم لعلاقات عربية – إسرائيلية، يستوعب الجانب الفلسطيني، ويمارس الضغط اللازم عليه لقبول الطرح الأميركي الذي يركز على التعاون والتكامل الاقتصادي عبر حزمة من المزايا الاقتصادية والاستثمارات الأميركية والخليجية، مع تجاهل أركان القضية الفلسطينية كأنها غير قائمة.
ويترأس هذه الورشة مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر ومبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات وهما من رسما بنود صفقة القرن.
موقف البحرين:-
قالت البحرين إنها “لن تزايد” على موقف القيادة الفلسطينية، مشيرة إلى أنها تسعى عبر الورشة الأمريكية البحرينية المقررة الشهر المقبل لدعم الاقتصاد الفلسطيني دون هدف آخر.
وقال وزير المالية البحريني، الشيخ سلمان بن خليفة: “ورشة “السلام من أجل الازدهار” تؤكد الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين البحرين والولايات المتحدة إلى جانب المصالح المشتركة والقوية لخلق فرص مزدهرة تعم فائدتها على المنطقة”
موقف امريكا:-
مسؤولون أمريكيون يتوقعوا أن يشارك في المؤتمر ممثلون ومسؤولون تنفيذيون بقطاع الأعمال من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا إضافة إلى عدد من وزراء المالية، فيما وجهت واشنطن دعوات لشخصيات إسرائيلية، للمشاركة في جلسة المنامة الاقتصادية، ولم تشير في بيانها المؤخر الى دعوتها لشخصيات فلسطينية، بل استهجن وانتقد غرينبلانت رفض السلطة وبشدة ورشة البحرين.
موقف الحكومة والفصائل الفلسطينية:-
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إنه لم يتم التشاور مع الفلسطينيين بشأن مؤتمر تعقده واشنطن في البحرين الشهر المقبل ويهدف لتشجيع الاستثمار الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
اشتية شدد على أن حل الصراع في فلسطين لن يكون إلا سياسيًا، وقال إن الشأن الاقتصادي نتاج الحل السياسي، والفلسطيني لا يبحث عن تحسين ظروف العيش تحت الاحتلال.
اكدت حركة فتح مقاطعة مؤتمر البحرين الذي دعت اليه امريكا واسرائيل تحت عنوان الازدهار الاقتصادي الذي يراد من خلاله تمرير صفقة القرن من البوابة الاقتصادية والانسانية.
طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الدول العربية بعدم تلبية دعوات المشاركة، فيما سمي “ورشة عمل اقتصادية” في حزيران المقبل في العاصمة البحرينية المنامة.
فيما اعتبرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني اعلان البيت الأبيض عن عقد ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار” في المنامة طعنه بالظهر للشعب الفلسطيني.
اما موقف الجيهة الديمقراطية اكدت الى ان قمة البحرين الاقتصادية خطوة جديدة لتصفية المسألة والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من خطورة ما تُسمّى “الورشة الاقتصادية”، المقرر عقدها في البحرين، تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار”، والتي أُعلن أنها المرحلة الأولى من (صفقة القرن).
واكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن ورشة العمل الاقتصادية، المزمع عقدها في مملكة البحرين الشهر المقبل، بمثابة تمهيد لتنفيذ خطة التسوية الأمريكية المرتقبة المعروفة باسم “صفقة القرن”.
ودعت حركة المبادرة الوطنية منظمة التحرير الفلسطينية و الحكومة الفلسطينية، و جميع القوى السياسية، و مؤسسات المجتمع المدني و القطاع الخاص الفلسطيني الى إعلان مقاطعة حازمة و شاملة لمؤتمر المنامة .
موقف رجال الاعمال الفلسطينيين:-
أكد عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين رفضهم للمشاركة في ورشة المنامة دون اجماع وطني، وهناك بعض رجال الاعمال سوف يحضرون ممن تلقوا دعوة رسمية لحضور الورشة.
تداعيات الورشة:-
نتيجة تجاهل الفلسطينيين او التضحية فان تداعيات هذه الورش الاقتصادية دون حلول سياسية ان تزيد التطرف في المنطقة بشكل عام ومزيد من التهديدات في منطقة الشرق الاوسط، وغزة بشكل خاص.
الابعاد السياسية لورشة البحرين:-
كل من هذه الدول (السعودية، الإمارات، البحرين)، ترغب في تعزيز علاقاتها مع دولة الكيان الصهيوني، انطلاقا من رؤيتها التي تقول “أن المشروع الايراني أخطر على الدول العربية من المشروع الصهيوني”، وأنه في حال عززت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، فانها سوف تحمي نفسها من خطر المشروع الايراني، بل ومحاربته واسقاطه.
خلاصة:-
ورشة البحرين جاءت لفرض وجهة نظر مفادها ان مشاكل الشعب الفلسطيني تتمثل بقضايا إنسانية معيشية وهي وجهة نظر أقرب إلى رؤية اليمين الإسرائيلي للتسوية السياسية بإملاء وجهة النظر الإسرائيلية القديمة على العرب، وجوهرها “السلام الاقتصادي” من خلال مجموعة من المحفزات الاقتصادية، واختزال نضال الشعب من أجل مشاريع اقتصادية وبنى تحتية لدولة ناقصة ومجزأة وعديمة السيادة.
الورشة ستركز على “السلام الاقتصادي”، باعتباره مدخلًا لإنهاء الصراع ستشمل تأسيس مشاريع استثمارية كبرى والتدريب المهني والتحفيز الاقتصادي للفلسطينيين، ولن يقتصر ذلك على الأراضي الفلسطينية فحسب، وإنما سيشمل الأردن ومصر.
وقف مشروع المصالحة واستمرار الانقسام سيعزز موقف القوى الإقليمية والدولية التى تسعى لتمرير صفقة القرن التي تدعو إلى تسوية تاريخية للصراع في الشرق الأوسط مما سيترب عليه ضياع فلسطين إلى الأبد وذهاب القضية الفلسطينية الى مجهول.