شعر وشعراء

لوح النجاة / شعر سامية القاضي / تونس

((لوح النجاة ))

فِي أُتُونِ الشُّعَاعْ
و بَيَاضُ النّدَى
لاَحَ طَيْفُ فَتَاةْ
تَتَحدَّى السّدَى
ضَاعَ مِنها السَّفِينْ
و الشِّراعِ الوَهينْ
إقْتَفَتْ حُلْمَ الكِبَارْ
فِي خُشُوعٍ أمِينْ
فإذا بالرّياحْ
تَكْسِرُ حُلْمًا دَفينْ
فتموتُ الأمْنياتْ
بَيْنَ أَمْوَاجِ الرّحِيلْ
تَبْقَى تلِكَ الفَتاةْ
فِي مَهَبِّ الرِّياحْ
و ظَلاَمُ الدُّجَى
وَ مَصيرٍ لَعينْ
لَوحَةٌ فَوْقَ مَاءْ
جَعَلَتْها سَرِيرْ
في اتِّسَاعِ المَدَى
تَبْحَثُ عَن النّجَاه
بَعْدَ ابْحَارٍ مَريرْ
و غيابُ أبٍ…
ضَاعَ في عُمقِ المِياهْ
رحْلَةٌ مَوْتٍ مَقيتْ
أَخَذَتْ مِنْها الرَّجَاءْ
وِحْشَةٌ لا تَلِينْ
و فراغٌ مُهيبْ
مَنْ لَهَا هَاهُنَا؟؟
غَيْرَ طيْرٍ حَزينْ
يؤنسُ لَيْلهَا
فتقول له:
دُلّنِي للطريقْ
دُلّنِي ؛ دُلّنِي
إنَّني خَائفَهْ
أنت لي اليَوْمَ
..رفِيقْ
أنتَ لي اليومَ
….صَديقْ
فيقولُ لَها:
يا مَلاَك السّمَاءْ
إِدْفَعي ، إِدْفَعي
ذاك اللَّوْحُ المَتِينْ
قدْ يَكُونُ لَكِ
في النَّجَاةِ نَصِيبْ
سأظلُّ هُنا…
أؤنسُ وِحدَتُك
و مِنَ القوتِ لَكِ
ما ألْقَاهُ نَدِي..
و الرَّجَاءْ كلُّ الرّجَاءْ
أن يَزولَ الخَطَرْ
“إن أرَدْنَا الحياة
يَسْتجِيبُ القَدَرْ”
سامية القاضي / تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق