أخبار عالميه
خبير عسكري: “سايكس بيكو” انتهت وهناك تقسيم جديد للمنطقة
قال الخبير العسكري، العميد صفوت الزيات، إن ما يجري في المنطقة من تدخلات خارجية، لا سيما في سوريا، يعقّد الأمور، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذه التدخلات العسكرية من شأنها تقسيم المنطقة العربية من جديد.
وقال الزيات، في مقابلة مع “الخليج أونلاين”: “إن اتفاقية سايكس بيكو انتهت، وهناك حدود وتقسيمات جديدة في المنطقة الآن”.
وأكد الزيات أن “القوى الدولية ليست مسيطرة على الوضع في سوريا بالكامل، فروسيا تدخلها جوي، مدعومة ببعض القوات الخاصة والميلشيات الشيعية”، لافتاً إلى أن “بوتين لن يخاطر بتدخلات بريه بتشكيلات كاملة في سوريا”.
وألمح إلى أن النظام العربي ليس موحد الرؤية حول التدخل الروسي في سوريا، وأن المنطقة منشغلة بتحالفات تجري الآن في المنطقة، فهناك تدخل عسكري وشيك في ليبيا، أي إن هناك جبهة جديدة في العالم العربي ستُفتح بالإضافة إلى العراق وسوريا.
وحول التدخل الروسي في سوريا، أوضح الخبير العسكري أن المنطقة العربية منقسمة تجاه تلك المسألة، فجانب من الدول العربية راض وقابل للتدخل الروسي، كمصر التي أعلن وزير خارجيتها أن بلاده مقتنعة بالتدخل الروسي في سوريا.
سياسة النفس الطويل
وفيما يتعلق بالمعارك الدائرة في اليمن؛ أكد العميد صفوت الزيات أن هناك تقدماً أحرزه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن بالتزامن مع اقتراب الوصول إلى العاصمة اليمنية صنعاء.
وأوضح أن العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن “مقدرة”، وتعتبر نمطاً من الحروب الأمريكية، رغم الانتقادات التي يوجهها البعض لها.
كما أشار الخبير العسكري إلى أن اقتراب القوات السعودية من صنعاء وتحقيقها تقدماً في اليمن يؤكد سياسة النفس الطويل والصمود الذي تنتهجه المملكة.
وبشأن تأزم العلاقات بين دول الخليج وإيران، قال إن هذه الأزمة “حاسمة”، والتحرك الإيراني فيها طائفي صريح، مشيراً إلى أن الدليل على ذلك هو “ما يجري في سوريا، خصوصاً قيادة المليشيات الشيعية القادمة من إيران وأفغانستان المعركة في العديد من المناطق السورية”.
وتساءل في حديثه: “من فك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء بعد أربع سنوات من الحصار؟ هم الشيعة القادمون من خارج سوريا، والذين ظهروا على الساحة بزعم أنهم قدموا لحماية المراقد رغم أن تلك المدينتين بالإضافة إلى حلب لا يوجد بها مراقد”.
وتابع الزيات القول: “لابد أن نأخذ في الاعتبار تصريح وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند الذي أكد فيه أن الروس يسعون لإقامة دولة علوية في سوريا”. وأردف قائلاً: “يجب قراءة ذلك التصريح بالتزامن مع العمليات العسكرية التي تجري في حمص، وإدلب وجبل التركمان والأكراد”.
تلاشي مواجهة روسيا
واستبعد الخبير العسكري تدخل تركيا عسكرياً في سوريا، وقال: “هناك قدر عال من الرشد من الأتراك ألا يدخلوا في مواجهة مع روسيا، والدليل على ذلك هو رد فعل تركيا على اختراق طائرة روسية الأجواء التركية مؤخراً، ما يؤكد أنه لن يكون هناك تدخل بري تركي صريح في سوريا وإنما قد تقدم دعماً معنوياً وتسليحاً للمعارضة”.
وأكد الزيات أن الأتراك سيتلافون المواجهة المباشرة مع الروس، “فتركيا تحرص على الحفاظ على وجودها في حلف “الناتو”، وضمان دفاع “الناتو” عنها إذا ما حدثت مواجهات مع روسيا، لذلك تلتزم تركيا بتوجيهات الحلف الأطلسي بعدم التصعيد مع روسيا”، حسب تقديره.
ولفت الانتباه إلى أن اختراق روسيا للمجال الجوي التركي له ثلاثة تفسيرات، “فقد يريد بوتين من ذلك الاختراق إسقاط طائرة تركية إرضاءً لغروره عقب إسقاط تركيا طائرة لبلاده، أو قد يكون الغرض من ذلك الاختراق هو رغبة بوتين في التدخل بحرب بحرية مع تركيا بعيداً عن الحرب البرية التي تتحاشاها روسيا، أو أن يكون هدف روسيا من ذلك الاختراق دعم مفاوضي النظام السوري في جنيف 3”.