شعر وشعراء
شلال الفصول الثمانية. / رحاب كنعان خنساء فلسطين
امي..
يتوهج في الأعماق حنين
لبقايا أغصان العصافير
لبقايا آية بللها الندى
ذابت مع صراختنا الأخيرة
لثوبك يجرني
في ثنايا الشوارع
لقبلة أبي بين الحلم
والصحو المترنح
للجلوس واخوتي
على مائدة الكتب
لقهوة اختي على عتبة
نامت فيها الابتسامة
وناحت عليها اليمامة
فاينك ياغالية؟
رحلت وابي ..
والفصول الثمانية
فماذا تبقى لي ؟
وها قد اكتمل نضوجي فمن لي بالسؤال يا أمي
من يسرح شعري
ويزغرد في مراسيم
ميلادي الجديد ؟
من يقرأ لي أولى
حروف الكتاب يا ابي ؟
من لي وماذا تبقى لي
سوى ذكريات ..
كالرمح بين الضلوع
هاانذا يا أمي ..
وحدي هنا .. وحدي هناك
تذبل اهدابي. . تتعرى عظامي
على أرصفة غريبة
فمن بعدك يدفىء صقيعي ؟
وكيف اجفف الماقي ؟
والتاريخ لم يزل
رغم مرور أعوام واعوام
يشعل في جونحه
ذكرى عرسنا الأسطوري
كثافة ماتمه ..
أثقلت السطور والاقلام
وبقيت وحدي ..
واشعاري العطشى
نرقص وراء الجلوة
على أوتار صمت الليل
والملائكة تغوص
في نوم عميق
ممزوجة بالرماد
مفتوحة الاحداق
تعفر رائحة الشواء
والرعاة تنظف مخالبها
من بقايا الاشلاء
وتحت سحائب الشفق
سار ركب العرس
نهضت أودع الركب
خانتني قواي
صرخت بقلبي الكسير
يارب .. ياكاتب المصير
أعطي الصبر لعبدك الفقير
آه. .يا.. ا.م.ي
كم حاولت النهوض
من رقدة الأوهام
لاحلق في سماوات
الغد المنتظر
علني الثم رائحة الشمس
واتقاسم والشجر
همسات ليل مقمر
كان شاهدا ..
على أنس سهراتنا
فياليت لحضنك عود
ليبدل يباسي
ويثمر صمتي وبكائي
بعودة بهجة الكواكب
لعتبة معابدنا
لشفة أقداح قهوتنا
فهل من ثوى يعود ؟
لماذا انتهينا من اللقاء يا امي؟
لماذا سلكنا طريق البعاد
حتى ضاعت خطانا
في حقول الحرمان
أين دفؤك يابحر العطاء
يانبع الظمآن. .يا نور دربي
ياصدر الأمان
القلب بعدك خال من الحنان
فاينك أمي؟
وصباحاتي المحطمة
تتلوى على هدير
شلال الفصول الثمانية
فمن يرممها
ومساءاتي المبللة
فاضت منها السحب
غمرت أصابع صورنا الرمادية
فمن يجففها ؟
آه. ..يا أمي
الشمس والقمر ..
يعودان بعد الغياب
فهل من عود ..
ياشقيقة النصفين
يا أغلى الأحباب. ؟
القصيدة من ديوان شلال الفصول الثمانية
غزة .. فلسطين. .2007