شعر وشعراء

{{تكَسَّرتِ النِصالْ}} شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح

أيا يا لأئمي أَنِّي كَتومٌ
تَمَهَّلْ قَبْلَ أنْ تُلْقي خُطابا

لَقَدْ عَصرتْ صُروفُ الدهرِ قلبي
وَمنها القلبُ مِثْلَ الِملْحِ ذَابا

ولو عادَ الشبابُ إليَّ يَوْماً
وَعُزْلةُ قلبيَ المجروحُ عابا

أقولُ لَهُ لوَ اْنَّكَ عِشْتَ ظَرْفي
لأُسْبوعٍ سَتَعْرِفهُ الجَوابا

وَسوفَ تقولُ في الأسبوعِ فعْلاً
وَجَدْتُ الشَعْرَ فَوْقَ الرأسِ شابا

فَبَيْني والسعادةُ ألفُ مِيِلٍ
وَألقى الدهرُ بَيْنَيْنا الحِجابا

تَعَوَّدْتُ المرارةَ طولَ عُمْري
فصارتْ لي طَعاماً أو شَرابا

تُلازِمني كَظِلِّي في دُروبي
وَحينَ تغيبُ أفْتقِدُ الصِحابا

خَبِرْتُ الدَهْرَ مُرَّا فَوْقَ مُرٍّ
فَصَارَ إليَّ مَفْتوحاً كِتَابا

ولو أَهْدَى حَلاوَتهُ لِيوْمٍ
وَخِلْتَ السَعْدَ قد زادَ اقْتِرابا

لَدَفَّعكَ الضريبةَ دُونَ إذْنٍ
مُصاباً بعْدهُ يأتي مُصابا

تكَسَّرَتِ النِصالُ على نِصالٍ
بهِ قلبي ،لذا ازْدادَ اكْتِئابا

ولكنِّي وَرَغْمَ عذابِ قلبي
فلنْ أحْني لأوْجاعٍ رِقابا

أنا مَنْ عارَكَ الأشرارَ عَقْلي
وَمَلَّ هُراءَ مَنْ عَشقوا السرابا

سأبقى رافِعاً للشمسِ رأسي
وَغَيْرَ اللَّهِ لن أحَداً أهابا

لِبِسْتُ الفَخْرَ طِفْلاً في مُهودي
وحتّى الشيْبَ ،يا صحبي ثِيابا

أقولُ حقيقةَ الأشياءِ جهْراً
وَلا أُلْقي على رأيي نِقابا

وَعندَ المَوْتِ ما قد قُلتُ شِعْراً
ألا فابْنوهُ صَرْحاً أو قِبابا

بأرضي ليسَ مِنْ حَقٍّ سيأتي
أماءً كانَ أَمْ صحبي تُرابا

بِلا بَذْلٍ لأرْواحٍ وَدَمٍّ
فَإِنْ بَذَلوا يَصيرُ الحقُّ قاباً

هُوَ التاريخُ علَّمنا دُروساً
إذا فُهِمَتْ لها النصرُ اسْتَجابا

وَأوَٰلُها فَلا تَسْتَجْدِ حَقَّاً
وَلَكِنْ تُؤْخذُ الدنيا غِلابا(١)
——————————–
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٢٠١٧/٧/٢م

مقالات ذات صلة

إغلاق