شعر وشعراء
قصيدتي “المعلم” د. معتز علي قطب
زَرَعَ المعلمُ في الصفوفِ نَخيلا
يُعطِي وَيثمرُ عَالِماً وَجَليلا
ما انفك يَسقي كلَّ يومٍ غَرسَهُ
وَيدلِّلُ الأزهارَ والإكليلا
فَنَمَت مِن الفعلِ الجَميلِ حَضارةٌ
بَل أصبَحَ البلدُ البَسيطُ جَمِيلا
قَد فَاز فِي أم الوظائفِ كُلِّها
مَن مارسَ التعليمَ والتأهيلا
النَّاسُ تَصْرُخُ في البلادِ جَميعها:
مَا أعظمَ التدريسَ وَالتأويلا
مِن مِهنةٍ التَعليمِ تَحيا أمةٌ
كَتَبوا عَليهَا الجهلَ وَالتضليلا
إنَّا سَننهضُ بالمعلمِ واثقاً
لِنُزيلَ غدراً أتقنَ التمثيلا
عَطشى نَمدُّ كؤوسَنا فيعيدُها
مَلأى تَفيضُ عَلى الجموعِ سَبيلا
جَوعى نَمُدُّ الى المعلمِ صَحنَنا
يَطهو ويطعمُ جائعاً وَكفيلا
ما زالَ يَملأ خَيرَهُ في كيسِنا
مِن كثرةِ الخيراتِ صارَ ثَقيلا
قد جاءَ يغرسُ في البلادِ جَميعها
شَجَراً يحبُّ الذكرَ والترتيلا
لم يبقَ في الأملِ المُغيبِ حظُّهُ
إلا المُعلمُ يُتقنُ التَدليلا
لم يبقَ للإبداعِ إلا فرصةٌ
في صفِ أستاذٍ يكونُ خليلا
نحتاجُ تنميةً فَمن سَيعيدُها
ويكون للعِلْمِ العظيمِ رسولا؟
في كلِّ ركنٍ من بلادي قصةٌ
تحتاجُ جيلاً يطلبُ التحصيلا
نحتاجُ فنًّا في عمارةِ أرضنا
وَمُعلماً كي يَنشرَ التبجِيلا
ومعلماً يَهوَى زراعةَ أرضهِ
يَحوي فُؤادُهُ شَمعةً وَفَتيلا
أعطوا المعلمَ ما يُعيدُ بَهاءه
ليعودَ يُسرجُ في الدجى قِنديلا
زيدوهُ زَيتاً كي ينيرَ بنوره
فَيعمَّ خيرٌ يستمرُّ طويلا
وَضَعوهُ فَوقَ رؤوسِنا وجباهِنا
كي يأخذَ التبجيلَ والتقبيلا
يا ويحَ من جَعَلوا السراجَ مُعطلاً
والجيلُ أصبَحَ تافهاً وَعَليلا
دَيْنٌ يُردُّ على البلادِ جَميعها
صُنْعُ المعلمِ يرفُضُ التَعديلا
إن كانَ خيراً عادَ في بُستاننا
ثمرٌ يُغذي سيِّداً ونبيلا
شمسٌ تنيرُ على البلادِ وأهلِها
والنورُ يخرجُ ساطعاً وأصيلا
لو ضاعَ نورُ العلمِ من بُستاننا
فالكلُّ يظهرُ ذابلاً وذليلا
في دِينِنا أعطوا المعلمَ حقَّهُ
كي يُتقنَ التوضيحَ والتعليلا
كي يضمنَ الطفلُ الجميلُ مَكانهُ
ويصيرَ للمجد العظيم دليلا
عاش المعلمُ فوقنا لحياتنا
يبقى على رأسِ الأنام نزيلا
أعطوهُ من كلِّ الوظائفِ حصةً
كلُّ الوظائفِ تقبلُ التعديلا
فِلذاتُ أكبادٍ تُناجي ربَّها
كي تضمن الأشجارَ والتظليلا