شعر وشعراء

وصفة للشاعر جواد يونس

طَبيبي قالَ: لا وَصْفَهْ *** لِداءٍ لَمْ تُطِقْ وَصْفَهْ

لَقَدْ حَيَّرْتَني حَتّى *** ظَنَنْتُ بِعَقْلِكَ الْخِفَّهْ

تَقولُ: أَرى غَزالًا ما *** رَأَتْ عَيْنُ الْفَتى طَيْفَهْ!

تَقولُ: النّارُ في روحي *** بِجِسْمي تُشْعِلُ الرَّجْفَهْ!

تَقولُ: الْبَرْدُ في قَلْبي *** جَحيمٌ أَحْرَقَتْ شَغْفَهْ!

فَقُلْتُ: أَنا الَّذي آراءَ أَفْذاذٍ لَكَمْ سَفَّهْ

وَكَمْ خَطَأٍ كَشَفْتُ لَهُمْ *** وما اسْطاعَ الْأُلى كَشْفَهْ

فَلا تَلُمِ الَّذي دَهْرًا *** لَهيبُ الْوَجْدِ قَدْ شَفَّهْ

فَكُلُّ الكَوْنِ في كَفَّهْ *** وَمَنْ أَهْواهُ في كَفَّهْ

أَلا لَيْتَ الَّتي ذَهَبَتْ *** بِعَقْلي أَرْجَعَتْ نِصْفَهْ

فَقالَ طَبيبِيَ: اسْمَعْ لي *** عَرَفْتُ الدّاءَ وَالْوَصْفَهْ

فَلا يَشْفي الْهُيامَ سِوى *** رُضابِ الثَّغْرِ في رَشْفَهْ

فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ هَجَرَتْ *** وَما هَجَرَ الْفَتى الْعِفَّهْ

وَما أَرْجو سِوى لُقْيا *** حَبيبٍ أَرْتَجي عَطْفَهْ

سَأَلْتُ اللهَ يَجْمَعُني *** بِمَحْبوبي وَلَوْ صُدْفَهْ

تُقَبِّلُ عَيْنَهُ عَيْني *** وَكَفّي تَحْتَوي كَفَّهْ

فَما يَرْجو الْغَريقُ سِوى *** يَدٍ كَيْ يَبْلُِغَ الضِّفَّهْ

الظهران، 27.11.2016 جواد يونس

مقالات ذات صلة

إغلاق