مقالات

قراءة للكاتبة هدى عثمان أبو غوش لرواية روز اليوسف شعبان “حسناء فارس”

هدى عثمان أبو غوش:

رواية لليافعين،تستحضر الخيل العربي وعلاقته المتينة مع اليافع فارس، وتمرّر رسالة بأن اليافعين يستطيعون الدّمج بين التكنولوجيا وعراقة الماضي المتمثلة بالخيل وأهميته عند العرب.
ففي الرّواية يمارس فارس هواية ركوب الخيل،يهتم بخيله حسناء، ويبحث من خلال الذكاء الاصطناعي معلومات عن الخيل العربي.هذا الدمج هو جانب إيجابي لصالح الرّواية.
راق لي اختيار الأسماء في عنوان الرّواية مثل :
حسناء، فارس، فحسناء تحمل الصفات الجميلة وفارس يحمل أيضا صفة الإنسان الفارس المحارب راكب الجواد الشّهم، وإن العنوان حسناء فارس يوحي بجميلة لفارس، تبدو هناك علاقة عاطفية في الرّواية،ونكتشف من خلال الرّواية علاقة فارس وحبه وتعلّقه بخيله حسناء.
النهايه المفتوحة-
ما يلفت القارىء في هذه الرّواية،هو النهاية المفتوحة، حيث توقفت الكاتبة عن مشاركة القارىء في نهاية الحدث، وجعلت النهاية مفتوحة أمام القارىء؛ يتساءل هل سيسترجع فارس خيله من والد صديقته أم سيظل الخيل بصحبة والدها ؟ تلك الأسئلة متاحة للقارىء؛ ليتخيل النهاية وربما أيضا لكتابة الجزء الثاني من الرّواية،ومن ناحية أخرى قد تكون النهاية محبطة للبعض، بسبب شغف معرفة النهاية.من سيفوز بحسناء؟.
أسلوب الكاتبة: جاءالسرد بلغة فصحى إنسيابية وجميلة،أحسنت الوصف ،واستخدمت الحوار الخارجي والداخلي(المونولوج) من خلال شخصية فارس.
مررت معلومات عامّة من خلال الذكاء الاصطناعي، عن الخيل العربي،حيث أثرت القارىء بمدى جمال الخيل وأهميته.
استخدمت الأسلوب الرومانسي العاطفي من خلال عدّة جمل وعبارات.
علاقة فارس بخيله.
“التقت عينيه بعينيها”.
“سأعاملها بلطف ومحبة يا سعيد”.
“قبّلها بين عينيها، داعب خصلات ذيل شعرها”.
“يعانق حسناء بحب كبير”.
“كيف أبيع عشقي وحياتي”.
“بدأت دقات قلبه تتسارع”.
“كان فارس فخورا بمهرته يحبها حبا جما”.
كما وحملت إحدى العناوين الفرعية للرّواية المعاني الرّومانسية مثل”حبّ وهيام”،”الحبّ الأول”.
كما وعبرت عن الناحية العاطفية في علاقة فارس تجاه لارا الأجنبية.
وأيضا صور الحنين من قبل فارس تجاه أهله.
كانت القدس حاضرة في الرّواية من خلال الحديث الذي جرى بين فارس ولارا .
جاء المكان متنقلا بين القرية الفلسطينية ترمسعيا وبين لندن.
استخدمت اقتباسا من قصيدة الشاعر محمود درويش”أحن إلى خبز أمي”.
ملاحظة لفتت انتباهي، ألا وهي دعوة فارس صديقته الحبيبة لغرفته ليرتشفا القهوة العربية،برأيي أن سلوك فارس في دعوته لحبيبته بالاختلاء بالغرفة، فيها
ثقافة الحرية التي تتناقض مع ثقافة الشرقي،خاصة أن الرّواية موجهة لليافعين.
ملاحظة وسؤال آخر، لماذا اختارت الأديبة قرية ترمسعيا بالذات المعروفة بتعرضها الدائم للإعتداء من قبل المستوطنين،هل لذلك رمزية ما،خاصة باللصوص الذين سرقوا الخيل العربي؟
مبارك للأديبة روز اليوسف شعبان في روايتها الجميلة،وكلّ التّوفيق في أعمالها الأدبية إن شاءالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق