نشاطات

البحث عن صنعة بديلة / نافذ الرفاعي

نزل عن قمة الجبل حيث اختفى عدة ايام، خاف من تداول الصحف حول زوال النظام، كان كلب يطارده ويعوي، وهو يختبئ تارة على شجرة وأخرى خلف شاحنة، وصل مبتغاه المدينة الضائعة، جلس على الرصيف متصفحا الفيسبوك، رمقته امرأة تفترش الأرض، ابتسم لها.
قالت المرأة الكئيبة اذهب عني وابحث عن مرادك في متاهة أخرى، ولا تراودني على وجعي العتيق،
فلقد كرهت المراهنين ؛وغيرت عنواني عشرات المرات، وسكنت مواطن خبراء اقتصاد الجوع، وغنيت معهم وعزفنا على الأواني الفارغة: الٱن اغرب عني.
انبطح على الأرض رافضا الانصراف: قد أجد عندك معونة البطالة وما زلت مصرا على الترشد بك.
سمع السياسي القديم يقول للراقصة: تعالي نغير المهنة، وانت ترين كم المصاعب والشتائم التي تلاحقني، وكأني خدعت الكون والعالم بكل انواع الرداءة.
قالت بسخرية: إذن تريد أن تصبح نوويا أو خبير أوبئة، فغر فمه، وهل تتحول من متطفل قديم إلى صانع فرط صوتي، واصل طريقه متلصصا وشنف أذنيه وسمع: لا ليس بعض الشعراء من يفرضون الطلاسم على الجهل ويروجون الوزن الشعري على ميزان الغش التجاري.
ريثما يرحل الحكماء، ستبحث عن حكمة لينة في موسم الجفاف ولن تجد حتى حكمة يابسة.
ابتعد ومن جديد وأصاخ السمع : كم جربت أن أعمل في صنعة نصاب، تبعت درب التنطع والثوابت التي لا تتغير مع المواسم، عرفوا انني سياسي قديم واجتمع النصابون وطردوني من تجمعهم، وقالوا: تريد إفساد عالمنا حيث نكتفي بسرقة قليلا من المال وانت تسرق أحلامهم.
سار وراءه ملاحقا، قال: حرفة التسحيج، أمسكوا به قائلين: انت مهرج لا تتناسب معنا لانك رسبت في مجموعتنا ونحن نصعد إلى المحظيين.
عاد إدراجه جرب أن يكون ممثلا، ورسب في الأداء لأدوار ابطال مسلسل تركي فيه مهند يعلو، جرب المسرح وكان رديئا في الموقف الكوميدي؛ لأن بقايا السياسي غلبت.
أمسك بالريشة وقال رسام : ولكني زورت الموناليزا ورسمتها بمرسوم من وزير يهذي بنظرية العناقيد.
قال: جربت الابتعاد واخترت بائع الترمس نموذجا اقتصاديا ولكن ابطال البورصة والاحتكار انتفضوا فدمروا التجربة.
اخيرا عاد إلى المرأة كئيبة العينين: سأكون مؤرخا اكتب البطولات، سألته عن الابطال قال: ماتوا .
قالت: لن يقبلوك في أي نقابة سواء الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر ، لن يسمحوا لك المشاركة في وقف الحروب وتبادل الاوجاع لأنهم حرضوا عليها.
إذن اكون في نقابة الموسيقيين، قالت: لا لن يقبلوا لان عصر المطبلين إلى زوال.
: تعالي نربي النحل ونصنع العسل، قالت: ولكن إياك أن تشير باي شكل إلى ان لك علاقة بالفصائل والاحزاب، لأنهم سيعتبرونك منتحل وتخدع الناس وتبيعهم دبسا بطعم العسل فيه رائحة وطعم المرارة .
قال سمسار : ماذا تبقى امامك سوى مهنتي التي احاول التخلص منها وهي هز ارداف الاقتصاد واكون وكيلا لشركات الاعمار الغربية وأنا حائز لقب” سمسار الباديكو” ساستبدل الردم والجراح برشوة المقربين، لكن فضحه الانجليزي بعدما أتقن حرفة الامام الغميان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق