اخبار العالم العربي
قطعة جبن الشام الذي أخرج الفئران وزئير الأسد الذي أرعب القرود وحسرة الخراف
شتاء 2025 (1)
بقلم الإعلامي . إكرامي هاشم
جبن الشام الذي أخرج الفئران وزئير الأسد الذي أرعب القرود وحسرة الخراف
أبدأ مقالتي بإهدائي التحية لكل جنود معركة الوعي، وعلى رأسهم أستاذي الصحفي الحر عاطف عبد الغني، والذي ألهمتني السلسلة الوثائقية التي يواصل نشرها الآن تحت عنوان “شتاء 2011” كتابة مقالتي هذه. وفي هذه السلسلة، يتناول كاتبنا المبدع عبد الغني أبعاد وأطراف المؤامرة التي حيكت بكل خبث على مصرنا الحبيبة لإسقاطها فيما يُسمّى بثورة يناير .
ولقد أجلت كتابة سطورها إلى ما بعد كلمة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية عيد الشرطة الـ73، لتتأكد لي قناعاتي وتأملاتي لما نمر به، ويترسخ في يقيني أننا متطوعون في معركة لا تقل ضراوتها عن معركة المدافع والصواريخ. فأقلامنا هي سلاح دفاعنا عن ثوابت أمتنا، وكلماتنا هي نيراننا الموجهة إلى أعدائها من الخونة والمرتزقة.
ولعلني أنتهز الفرصة لأوجه التحية، باسم الطيور المصرية المهاجرة، إلى أبنائنا وإخوتنا من أبطال الشرطة البواسل على ما يقدمونه من تضحيات لحماية أمن الوطن.
رسائل الرئيس وثبات مصر
رسائل سيادة الرئيس أثناء كلمته في الاحتفالية، والتي حملت في طياتها ثقة وثباتًا كبيرين، تعني الكثير في هذا التوقيت بالذات. خرجت من سيادته بأسلوب الأب الذي يطمئن أبناءه، وكانت مفادها أن مصر أكبر من أن تهتز أو ترتعد من أي تهديد أو محاولة تشويه.
تجارب سوريا وتحريض الخونة
بالعودة إلى الأيام الماضية، ومنذ أن احتلت سوريا الحبيبة من قبل تلك المليشيات المدعومة من أجهزة مخابرات غربية، وبمباركة الجماعات المتأسلمة في المنطقة – وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية – وجدنا حملة إلكترونية ممنهجة للربط بين ما يحدث في سوريا وإمكانية حدوثه في مصر. دشنت صفحات وحسابات تدعو للثورة في مصر، عاملين بالمثل الشعبي القائل: “اضرب المربوط يخاف السايب”. وأسموا ما حدث في سوريا ب ” الفتح”
توهّم أبناء وأحفاد شيطان الأمة الإسلامية “حسن البنا” أنها فرصتهم للثأر من الشعب المصري وقائده، الذي نجح في تحرير مصر منهم في 2013. بدأوا ينسجون سيناريوهاتهم المريضة بخيالهم العفن. وهنا أتوقف لأتذكر مقولة لازالت عالقة في ذهني، والتي إن دلت إنما تدل على تدليسهم وخبثهم المتأصل فيهم.
مواقف الإخوان وتصريحاتهم الخطيرة
في عام 2005، بعد انتخابات مجلس الشعب، التي فاز فيها الإخوان المتأسلمون بخمس مقاعد البرلمان، خرج مرشدهم “مهدي عاكف” ليقول: “لقد تم فتح مصر”. مصر التي فتحها عمرو بن العاص منذ 1400 عام، أيأتي هؤلاء الشرذمة ليعلنوا عن فتحها؟
وهو نفسه المرشد الذي قال في إحدى لقاءاته: “طز في مصر”. تلك العبارات والتصريحات لم تأت عبثًا أو زلة لسان، لكنها تدل على انحدار تلك الجماعة من أجناس ليست مصرية. أجزم بأن جيناتهم الوراثية لا تمت للجينات المصرية بصلة.
سوريا: اختبار كشف الخونة
بالعودة إلى مشهد ما بعد أحداث سوريا، وجدنا أبواقهم تنطلق في التحريض على ما أسموه “الثورة” في مصر. وهنا كانت إحدى محطات غبائهم المعهود، إذ طبقوا المثل العربي القائل: “رب ضارة نافعة”. كانت سوريا بمثابة قطعة الجبن التي أخرجتهم من جحورهم، بعدما تواروا فيها لفترة من الزمن.
كشف العديد منهم عن وجوههم، فباتوا معروفين بعدما فاحت رائحتهم العفنة، وأصبحوا في مواجهة مباشرة مع المصريين. أثبت المصريون تمسكهم بثوابت أمتهم، ورفضهم لأي مستغل لتحدياتهم. ولعل هؤلاء الفئران غاب عن بالهم أن مصر لا تهدد ولا تخوف، وأن المصريين لا يستغلون.
الأسد الذي لا يهاب
فلمصر عيون ساهرة ترصد كل من يحوم حولها، وعلى قمتها أسد لا يهاب ولا يهتز. لقنهم الرئيس على مدى عشر سنوات دروسًا لا تُنسى.
محاولات غبية لتكرار سيناريو 2011
تارة أخرى، يحاولون بغبائهم المعتاد إعادة إنتاج سيناريو يناير 2011 من جديد. وجدنا من يدعو إلى “الربيع العربي 2”، والذي إن صح التعبير هو “ربيع عبري”.
هذا الغباء نفسه الذي صور لهم من قبل أنهم قد تمكنوا من مصر، كما توهم أسلافهم الهكسوس عندما طردهم المصريون قبل خمسة آلاف عام. هو ذاته الغباء الذي صور لهم أنهم يستطيعون تركيع مصر بعد ثورة التحرير في 2013 بأعمالهم الشيطانية وجرائمهم الموثقة ضد المصريين.
الصالح لمن؟
سلسلة من الغباء على مدار ثمانية عقود، تدفعهم بين تارة وأخرى لمحاولة النيل من مصر وإسقاطها. وهنا يبرز السؤال الأهم: الصالح لمن؟
سأجيب على هذا السؤال في الجزء الثاني من المقال.