كل العسكريين والسياسيون في ايران واسرائيل وامريكا ، تعرضوا للعملية الايرانية هذا المساء، كل حسب وجهة نظره، ما عدا شخص اساسي وهو بنيامين نتنياهو..!
عندما يجري الحديث على حدث صادم او اخفاق صارخ، نتنياهو يصمت. هكذا تعامل بعد اخفاق ٧ اكتوبر، وهكذا تصرف بعد الرد الايراني في ابريل، واليوم كذلك. لان نتنياهو يتهم الاخرين عندما تكوم الاخفاقات، وينفرد بالانجازات هو وحده، حتى ولو لم يكن صانعها. وينتظر لاي انجاز ليظهر امام الصحافة والجمهور .
اربعة رسائل للعملية الايرانية:
1. اذا كان الرد الايراني الاول في ابريل بعث برسالة تحذيرية لما تملكه ايران من قدرات، جاءت هذه العملية لتستعمل ايرام جزء من هذه القدرات وبشكل موجع، والمخفي أعظم.
2. جاءت العملية الايرانية الموجعة من أجل ان تمنع المواجهة الكبيرة الكارثية، وليس لتأجيجها، ورساله للامريكي راعي اسرائيل بعدم ارتكاب حماقات توصل لحرب تدميرية لكل الاطراف يشمل اسرائيل والمصالح الامريكية.
3. جاءت العملية الايرانية برسالة أخلاقية مفادها ان ايران تستهدف القواعد العسكرية فقط، بعيدا عن اامدنيين والممؤسسات المدنية كما تفعل اسرائيل في غزة ولبنان. وهذه رسالة اصيلة للمجتمع الدولي.
4. الرد كان رسالة مهمة لكل من تمادى في الاشهر الاخيرة بالتشكيك بحتمية الرد الايراني الموجع، سواء بنية حسنة أم من منطلقات سياسية ومذهبية، وهذا يحسب لصالح ايران.
اذن، ماذا بعد الرد؟؟
اعتقد ان الرد الايراني الموجع أعاد قواعد الاشتباك الى ما قبل نقل المعارك من غزة الى لبنان، ووضع حدا للعنجهية والفوقية الاسرائيلية بسحق حماس وحزبالله والنووي الايراني واعادة ترتيب المنطقة بمقاييس اسرائيلية واطلسية، وصفعة لتوحش ونرجسية نتنياهو .
وبالمقابل، فتح هذا الرد الباب على مصراعية للدبلوماسية الهادئة، للعودة لاتفاق تبادل اسرى ووقف العدوان على غزة، وتهدئة المنطقة والاقليم، والنظر بالمبادرة الفرنسية- الامريكية اعتمادا على قراري مجلس الامن ٢٧٣٥ و ١٧٠١، ووقف اطلاق النار على جميع الجبهات في غزة ولبنان وباقي الاقليم.
باعتقادي أن امريكا بعد هذا الرد سوف تفرمل تهورها المتسارع نحو السير وراء نتنياهو، خاصة مع قرب الاستحقاق الانتخابي بعد شهر.
اما في الساحة الاسرائيلية فستعود الاسئلة الصعبة: هل سيعود النازحون الى بيوتهم في الشمال ومتى؟، متى سيتم استرجاع الاسرى الاسرائيليين في قطاع غزة؟؟ ، ماذا مع الاقتصاد والمعيشة والغلاء والضرائب الجديدة واعادة الاعمار؟؟ من المسؤول عن اخفاق ٧ اكتوبر، والاخفاقات المتلاحقة بهذه الحرب الدموية؟؟.
كل هذه الاسئلة ستزعج نتنياهو كثيرا، لذا علينا الاستعداد الى المتاهة الجديدة الذي سيجلبها نتنياهو الان لاطالة الحرب، وما هي فرص نجاحه مرة أخرى .
سهيل دياب- الناصرة
دكتور العلوم السياسية