مقالات

صفحة من تاريخ نسيه اهله بقلم علي الشافعي

صفحة من تاريخ نسيه اهله بقلم علي الشافعي
صفحة مشرقة ــ ايها السادة الافاضل ــ من تاريخنا المجيد , لم اصدق في البداية , ولكن بعد البحث والتمحيص وجدتها صحيحة مشرقة ناصعة البياض , مثل الذين سطروها , تخيلوا واشنطن بكل صلفها , ورئيسها وجورج واشنطون , الذي يكفي ذكر اسمه لتجد شوارب ازلام بني عرب تتراقص خوفا , جورج واشنطن اول رئيس للولايات المتحدة الامريكية يرضخ مجبرا لحكومة الجزائر , وينزل عند شروطها , هل تصدقون هل سمعتم بهذا او قراتم عنه , كيف ومتى وما مجريات الاحداث , تعالوا نبدا القصة من اولها :
بعد أن سقطت دولة الإسلام في الأندلس , في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي , تعرضت سواحل الشمال الأفريقي في تونس والجزائر والمغرب لغزو مسلح من قبل أسبانيا والبرتغال , الأمر الذي جعل أهالي الجزائر يستغيثون بالدولة العثمانية الفتية ، ويطلبون عونها ، والانضواء تحت عباءتها , وجد هذا النداء اذنا صاغية عند السلطان سليم الاول الذي بعث بقوة من سلاح المدفعية ، وألفين من الجنود ، وأذن لمن شاء من رعاياه المسلمين بالسفر إلى الجزائر، والانخراط في صفوف المجاهدين , تحت قيادة خير الدين بارباروسا الذي نجح في طرد الغزاة , وإنشاء هيكل دولة قوية ، واستطاع أن يوجه ضربات قوية للسواحل الأسبانية، وأن يجعل من الجزائر قاعدة حربية بحرية.
وظلت الجزائر بعد وفاة خير الدين باربروسا سنة (953هـ= 1546م) القاعدة الأولى لقوات الجهاد البحري الإسلامي في المغرب العربي، والقاعدة الأمامية لقوات الدولة العثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، ومنطلق جهادها ضد القوى الاستعمارية في ذلك الوقت.
وكان الأسطول الإسلامي في الجزائر قد وصل إلى درجة عالية من القوة والتنظيم جعلته مرهوب الجانب مخشي البأس ، واخذت السفن الإسلامية تباشر عمليات الجهاد ضد السفن المعادية , التي دأبت على التعرض لسفن الصيد الإسلامية في حوض البحر المتوسط , ومصادرة حمولاتها وأسر ركابها ، وكانت مراكب المسلمين التي يطلق عليها “مراكب الجهاد” تخرج من موانيها للدفاع عن السفن الإسلامية، ولم تخرج للقرصنة كما يزعم المؤرخون الغربيون ، وإنما كانت تقوم بالدفاع عن الإسلام ضد الخطر الأوربي الذي كان يتزايد يوما بعد يوم يريد التهام الشمال الأفريقي المسلم، وكانت كل من أسبانيا والبرتغال تريدان الاستيلاء على المغرب العربي، وتحويل سكانه من الإسلام إلى المسيحية وطمس عروبته .
وقد قامت البحرية الجزائرية بدورها على خير وجه، فهاجمت السواحل الشرقية لأسبانيا دون أن تجد من يقاومها، وكانت تعود في كل مرة بالأسرى والغنائم، كما هاجمت سواحل سردينيا وصقلية ونابولي .
فشل الأوربيون في إيقاف عمل المجاهدين، وعجزت سفنهم الضخمة عن متابعة سفن المجاهدين الخفيفة وشل حركتها . وقد ساعد على نجاح المجاهدين مهارتهم العالية، وشجاعتهم الفائقة، وانضباطهم الدقيق , فاجبر الاوروبيون على دفع الرسوم التي كانت تفرضها الحكومة الجزائرية مقابل عبورهم الى البحر المتوسط , فكانت بريطانيا تدفع سنويا 600 جنية للخزانة الجزائرية . وتقدم الدانمارك مهمات حربية وآلات قيمتها 4 آلاف ريال كل عام . أما هولندا فكانت تدفع 600 جنيه ، ومملكة صقلية 4 آلاف ريال . ومملكة سردينيا 6 آلاف جنيه . وتورد السويد والنرويج كل سنة آلات وذخائر بحرية بمبالغ كبيرة ، وتدفع مدينتا هانوفر وبرن بألمانيا 600 جنيه إنجليزي .
في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا عن إنجلترا سنة (1776م) ترفع أعلامها لأول مرة سنة (1783م)، وتجوب البحار والمحيطات . وتفرد عضلاتها كقوة بحرية جديدة في المنطقة محاولة دخول البحر المتويط دون رسوم , وقد تعرض لها البحارة الجزائريون ، فاستولوا على إحدى عشرة سفينة وساقوها إلى السواحل الجزائرية .
ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية في ذلك الوقت ، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني اضطرت إلى الصلح , وتوقيع معاهدة مع الجزائر في (5 من سبتمبر 1795م)، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة , مكتوبة باللغة التركية ، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية , ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية , خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان ، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية . وقد وقع جورج واشنطون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية معاهدة الصلح مع بكلر حسن والي الجزائر ، وبموجبها تدفع الولايات الأمريكية إلى ولاية الجزائر التابعة لدولة الخلافة العثمانية فورا مبلغ 642 ألف دولارا ذهبيا , وتدفع لها سنويا مبلغ 12 ألف ليرة عثمانية ذهبية ، وفي مقابل ذلك يطلق سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين في الجزائر , وعدم التعرض لأية سفينة أمريكية , لا في الأطلسي ولا في البحر الأبيض , وبقيت ملتزمة بالدفع حتى عام 1812, وبعدها جرت الرياح بما لم تشته السفن .
ما رايكم ـــ يا دام سعدكم ــ بهذه الصفحة , اليس من العار علينا ان ندفنها في التراب , اترك التعليق لكم . حييت ايتها الجزائر, وطبت ارضا وشعبا . وطبتم وطابت اوقاتكم

مقالات ذات صلة

إغلاق