الرئيسيةشعر وشعراء

عُروبَتي تحْتَ الْمَهْجر

الدكتور أسامة مصاروة

ما عُدْتُ أفْهَمُ مَنْ نحْنُ ما أصْلُنا / عَرَبٌ لَعلّي في الْحَقيقَةِ واهِمُ
هلْ نحْنُ مَنْ كانتْ تُزَيِّنُ أهْلَنا / رُغمَ الْمَجاعَةِ نخْوَةٌ وَمَكارِمُ
هلْ نحْنُ مِنْ ربَطَتْ قُلوبُ رِجالِنا / طيبُ الْمَزايا عِزَّةٌ وَتَراحُمُ
هلْ نحْنُ مَنْ كُنّا نغيثُ مُهَجَّرًا / وَمتى دعانا يائِسًا نتَلاحَمُ
وَلِنُصْرَةِ الْمَظْلومِ كُنا نُسْرِعُ / وَلِطرْدِ ظالِمِهِ أجَلْ نَتَزاحَمُ
وَإذا أصابَ الْقَحْطُ بعضَ بلادِنا / وَصَلتْ إليْهِمْ نجْدَةٌ وَنسائِمُ
والْيَوْمَ قُلْ ماذا نرى وَنُشاهِدُ / وَلِمَنْ نَهُبُّ بِنجْدةٍ مَنْ داعِمُ
لا ليسَ لِلْمَطْرودِ والْمُتَشَرِّدِ / لكنْ لِمنْ هُوَ لِدِّيارِ مُدِاهِمُ
وَبِكُلِّ حِقْدٍ لا يَزالُ يقَتِّلُ / وَبِدونِ حقٍّ لا يزالُ يُهاجِمُ
وَمَتى حُقوقُ الناسِ كانتْ هَمَّهُ / وَخِيامُ شَعْبٍ لاجئٍ هوَ هادمُ
وَلَعلَّ فينا مَنْ يَظُنُّ جَهالَةً / أنَّ الَّذي يحْيا على الدَّمِ نادِمُ
لوْ كانَ يَعْلَمُ أَنَّ فينا طارِقًا / أوْ مَنْ لأَقْداسِ الْعُروبةِ عاصِمُ
ما كانَ يَجْرُؤُ أنْ يُقَتِّلَ أهْلَنا / لكنْ مُحَرِّضُهُ الزَّعيمُ الْحاكِمُ
مِنْ أجْلِ عرْشٍ فاسِدٍ عَفِنٍ لَهُ / وَحِمايةٍ بئْسَ الْمصيرُ الْقاتِمُ
هلْ نحنُ حقًا أبناءُ آدمَ أمْ تُرى / ما كانَ فينا ميزَةٌ تَتَناغَمُ
لكِنّني رُغْمَ الأَسى مُتفائِلٌ / أوْ مؤْمِنٌ بِعُروبَتي أوْ حالِمُ
إنْ كانَ مِنكُمْ عالِمٌ بِمتاهَتي / لِيَقُمْ وَيُخْبِرْني بما هُوَ عالِمُ
هلْ صارَ حُبّي للْبِلادِ خطيئَةً / وَكَذلِكُمْ أنّي بِبيْتي هائِمُ
في حينِ أُمَّتِنا تَغُطُّ بِنوْمِها / وَقُلوبُنا عَمِيَتْ وَقوْمي نائِمُ
ذَبُلَتْ أزاهيرُ الْعُروبَةِ بيْنما / غزْوُ الْمَغولِ على البَراءَةِ قائِمُ
في كلِّ يومٍ للطُّفولَةِ مأْتَمٌ / فَضَميرُ أبْناءِ الْعُروبَةِ جاثِمُ
لِمَ لا وَعِرْضُ الْعُرْبِ تحْتَ نِعالِهِمْ / حتى المليكُ أَوِ الأَميرُ الخادِمُ
يا ويْلَتي كلُّ الزَّعامَةِ تُقْرِفُ / هذا المليكُ أَوِ الزَّعيمُ الْحاكِمُ
كلٌّ لِمَزْبَلَةٍ وَمعْهُمْ مُنْتِنٌ / ملِكٌ عميلٌ أوْ أميرٌ آثِمُ
يا عُرْبُ كيْفَ لِعاقِلٍ تشْخيصُكُمْ / أوْ فهمَ قوْمٍ في المّذَلَّةِ عاِئِمُ
إنّي لَأَفْهَمُ أنْ نُذَلَّ لِفَتْرَةٍ / فالاحتلالُ مؤَقَتُ لا دائِمُ
أمَّا إذا الإحساسُ ماتَ أَلا اعْلَموا / لا شيءَ ما يجري لِما هُوَ قادِمُ
ولْتَعْلَموا أيْضًا بدونِ كرامَةٍ / أحزانُكُمْ يا ويْلَكُمْ تَتَفاقَمُ
وَبِدونِ وعْيٍ عِزَّةٍ أوْ نخْوَةٍ / إذْلالُكُمْ يا حسْرَتي يَتَعاظَمُ
فَتَوَحَّدوا وَتَعاوَنوا معْ أَنَّني / بصراحَةٍ وَلِجَهْلِكُمْ مُتَشائمُ
أعداؤُكُمْ يَتَوَحَّدونَ لِقَهْرِكُمْ/ وَلِجعْلِكُمْ فُرَقاءَ كيْ تتخاصَموا
فخضوعُكُمْ وخُنوعُكُمْ بلْ ذُلُّكُمْ / أمرٌ لذي شرفٍ لَعَمْري صادِمُ
وأَنا لَعلّي أَفْهَمُ الْحُكامَ إنْ / ذَلّوا لَهُمْ بعْدَ الْخُضوعِ غَنائِمُ
أمّا الْجِياعُ النائِمينَ على الطَّوى/ فقُلوبُهُمْ دُكَّتْ وقبْلُ جماجِمُ
وربيعُكُمْ يا ويْلَكُمْ مُسْتَوْرَدٌ / بعَثَ الْغُزاةُ بِهِ بئْسَ الْغاشِمُ
كلُّ الشُّعوبِ إذا أُذِلَّتْ لمْ تَهُنْ / ما بالُكُمْ لمْ تنهَضوا لِتُقاوِموا
ماذا جرى لِعُروبَتي يا ويْلَتي / كلٌّ لِذِلَّتهِ الْمهانَةَ كاتِمُ
كلٌّ للِقْمَةِ عيْشِهِ مُتَخوِّفٌ / حتى ولا مُتَظاهِرٌ أوْ شاتِمُ
لُعِنَتْ حياةُ مواطِنٍ مُتَخَلِّفٍ / يحيا ذليلًا والْمَذَلَّةَ كاظِمُ
تبًا لِمَنْ فَقَدَ الْمشاعِرَ كُلَّها / هلْ يُحْرِجُ الْجَلْمودَ مِنْ يَتَأَلَّمُ
ماذا أقولُ لَقدْ فَقَدْتُ عُروبتي / وَمَذَلّتي وَمَهانتي تَتَراكَمُ
أَأقولُ لو قامَ الرَّسولُ بِهَدْيِكُمْ / ما كانَ مِنْكمْ واحِدًا يَتَأَسْلَمُ
بل كانَ مِنْكُمْ ألفُ ألفُ أبي لَهَبْ/ وَلِخيْبَرٍ سِرْتُمْ لِكيْ تَتَداعَموا
وَزعيمُكُمْ هجَرَ النَّبِيَّ وَقُدْسَنا / وَعلى الْعُروبَةِ والْكِتابِ يُساوِمُ

د. أسامه مصاروه

85 مليون مشاهدة لقرد يفلّي صاحبَهُ ويأكلُ القمْلَ
إنْ قرأ هذه القصيدة عشرون ذهب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق