الرئيسيةثقافه وفكر حرمقالاتمنظمة همسة سماء

وقفات إعرابية في لغتنا العربية- لماذا نخطئ في إعراب الجمل

“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ” “وَقَرْنَ فِي بُيُوتِهِنَّ”
======================
تطورت اللغة العربية اللغة العربية عبر العصور، وتأثرت بالقرآن والإسلام، ومرت من عدة مراحل في الجمع والتدوين ووضع قواعد النحو والصرف، وغيرهما من علوم اللغة والبيان.
ولا يكفي أن تكون اللغة العربيّة لغتك الأم فقط؛ بل إنّ إتقانها ضروريٌ في حال أردت تقديم بحثٍ علميٍّ، أو كتابة رواية، أو تأليف كتاب، أو كتابة محتوى على الإنترنت، أو إعداد رسالة ماجستير ومشروع تخرّج؛ والهدف من ذلك هو إيصال المعنى المراد بشكله الصحيح، والواضح دون إساءة الفهم، أو صعوبة الاستيعاب. وللأسف نادراً ما تجد اليوم أشخاصاً متقنين للغة العربية إتقاناً كاملاً، أو على الأقل إتقاناً يناسب احتياجاتهم، وبدلاً من ذلك تشاهد إهمالاً واضحاً لقواعد اللغة العربيةيتمثّل في الأخطاء اللغويّة المرتكبة في النصوص، والكتابات، مما يؤدي إلى سوء الفهم، وصعوبة إيصال المعنى، والإخلال بكفاءة العمل وجودته، وانطلاقاً من أهمية استخدام اللغة السليمة، والابتعاد عن الأخطاء.

“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِهِنَّ”
=======+++
للوهلة الاولى يظن البعض انني أخطات في الآية القرآنية وقلت بيوتهن بدل بيوتكن !!
الجملة قد تختلط علينا كما الكثير من الجمل لننظر كيف يختلف الإعراب. في الجملتين 👇
وَقَرْنَ: “وَقَرَ” فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
والفعل “وقر” هو الفعل الماضي من المضارع “يَقَرُ”، والأمر “قَرْ”، فنقول “يَقَرْن هُنَّ” في المضارع، و”وَقَرْنَ هُنَّ” في الماضي، و”قَرْنَ أنتُنَ” في الأمر.

والآية القرآنية “وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ”
فعلها أمر إعراب فعلها، الضمير فيها للغائب (هن)، فلا بد من أن الفعل ليس أمرًا، لأن فعل الأمر لا يوجَّه إلا إلى المخاطَب، ولا يوجَّه إلى الغائب إلّا إذا جاء بصورة الفعل المضارع المسبوقة بلام الأمر، كما في قوله تعالى: “ليُنفِقْ ذو سعة من سعته”.
فلا شك هنا في أن الفعل “وقرن” فعل ماضٍ.
ربما يقول لي البعض من الضالعين في اللغة العربية أن علامتَي التنصيص تشيران إلى أن العبارة من القرآن الكريم، اقول هذا قول عجيب، لأن التنصيص من علامات النصوص، فإذا ذكرنا مثلًا عبارة قالها شخص ما، وسط كلام آخَر يقوله شخص غيره، فعلينا هنا أن نستعمل التنصيص. نقول مثلًا: قلت له إن عبارة “كن أنت نفسك” غير مناسبة لهذا السياق.
فالتنصيص -كما يتضح من اسمه- يحيط بالنصّ، لا بالقرآن وحده.
وتجدر الإشارة إلى أمر آخَر، هو أن كلمة “وَقَرْنَ” يجوز في بعض السياقات أن تكون واو العطف مع فعل الأمر المتصل بنون النسوة “قرن”، ويكون المعنى توجيه الأمر إلى بعض النسوة، بأن يقَرْن في بيوت نسوة أخريات.
لذا قبل ا نشرع بالإعراب. علينا ان نفهم صيغة الجمل قبل إعرابها

الاخوات والاخوة. طيب الله أوقاتكم بكل خير وسعادة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق