مقالات

التربية ثم التربية ثم التربية

صالح نجيدات

رسالتي اليوم الى الاهل الأعزاء, ربوا اولادكم منذ الصغر, واعتنوا بهم وإرشادهم , وجلسوا معهم ساعات طويلة ,وكونوا لهم القدوة الحسنة  , اذا فعلتم هذا سوف تكنون لهم السور الواقي والحصن المنيع وصمام الأمان  الذي يحميهم ويقيهم من الانحراف عن المسار السليم .

للأسف الإهمال التربوي للاسرة جعل مجتمعنا  يصل الى ما هو عليه اليوم من عنف دامي وقتل وانتشار المخدرات والانفلات والفوضى , فأبنائنا الذين فشلنا في تربيتهم هم الذين يعيثون الخراب والفساد في المجتمع ويستعملون العنف والقتل والابتزاز ومنهم تجار السلاح والمخدرات ,  وبالرغم من  معرفة الجميع بذلك , الا أنه للأسف لم نتعظ وما زال الإهمال التربوي للاسرة سيد الموقف , ولا زال مجتمعنا يعاني من هذا الإهمال , وواقع مجتمعنا مقلق ومحزن جدا نتيجة ذلك ، وحتى نخرج من هذا الوضع المأساوي على الاهل أن يحسنوا تربية أبنائهم ورعايتهم  والاهتمام بهم ومراقبتهم منذ الصغر حتى لا يصطحبون رفاق السوء ويدخلوا في دائرة العنف والجريمة , فاليوم المخدرات والسموم على أنواعها والمغريات منتشرة بشكل فظيع بين المراهقين والشباب وتشكل احد الأسباب المهمة للجريمة , وبالرغم من خطورة المخدرات  الا ان هذا الموضوع  مهمل من قبل السلطات المحلية والأسر والقيادات الاجتماعية والسياسية  .

واليوم زاد الطين بله هذا الإهمال الاسري , هو ادمان الأولاد وحتى نسبة من الاهل على استعمال  اليوتيوب بالبلفونات ومواقع الانترنت  وغيرها من وسائل وتقنيات , حيث  يجلس الأبناء  والوالدين في إنعزالية تامة في بيوتهم ولا تسمع لهم صوتاً وكأنهم غير موجودين ، كل ماسك بلفونه بيده ويحدق به قويا ولا يفلته للحظة ويتكرر هذا المشهد  في الصباح المساء  , وإدمان الأولاد على الألعاب  يؤثر على  دوامهم للمدارس وعلى تحصيلهم الدراسي والمطالعة , وبذلك رويدا رويدا نخلق جيل من الأميين يعاني منه المجتمع كثيرا , فيا أيتها الام  ويا أيها  الاب هل رأيت  ماذا  يشاهد ابنك في هذه التقنيات  ؟ ام يعتبر ذلك تطفلا وتدخلا في خصوصياته ؟ ، هل عندك  وقت أم  انت مشغول ؟ فاذا كنت كذلك فانشغالك قد يدمر أولادك, فكما قال الشاعر : ان اليتيم من تجد له اما تخلت او أبا مشغولا . ،  .

أهلنا الكرام , لا  تتركوا أولادكم  للمجهول يحركهم كيفما  شاء ولا تقول لنفسك الابن يلعب خليه مبسوط بالألعاب التي تبث في اليوتيوب  سموما خطيرة على عقله ونفسيته , وحذاري ان تتركوا أولادكم فريسة  لهذه الألعاب الخطيرة جدا جدا ، من دون أن تعلموا  شيئاً عن هذه الألعاب , فهناك ألعاب  مثل : ” لعبة  الحوت الأزرق” التي كان من نتائجها انتحار الكثير من المراهقين في دول العالم ، بعد انعزالهم انعزالا تاما عن أسرهم ومجتمعهم ، فالادمان على هذه الألعاب ومشاهدة أفلام الرعب والعنف وافلام الجنس يمس مسا خطيرا بعقول ونفسيات أولادنا , وهذه الأفلام تغرس العنف في عقول ونفسية الأولاد الذي نراه ينعكس على تصرفات أولادنا وطلابنا في مدارسهم وكذلك في المجتمع .

الإدمان على هذه الألعاب  الإلكترونية يجعل الأولاد  يعيشون في إنعزالية وانطوائية ويصعب عليهم التكيف مع الحياة والتعامل مع المشكلات الحياتية بإيجابية، كما أنهم يفقدون التواصل البناء مع باقي أفراد الأسرة، ما يصعب معه أن يكتسب الأولاد المهارات والخبرات الحياتية من  الاهل .

وأخيرا وليس آخرا , أرجو من الاهل الحد  من هذه الالعاب الخطيرة والتي تسبب الانعزالية للأطفال والمراهقين  وتلوث عقولهم ونفسياتهم وتغرس بهم العنف , وكذلك يتوجب على الاهل الانتباه  من خطر جلوس أولادهم طويلا  أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية , وعلى الاهل  تحديد مواعيد محددة لاستعمال هذه الأجهزة وكذلك مراقبة ما يشاهد الأبناء والبنات ,  فالاولاد يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد والى النشاطات الاجتماعية حتى نخرجهم من هذه الأجواء السلبية جدا.

الدكتور صالح نجيدات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق