مقالات
خارطة الطريق المجتمعية بقلم :غزال أبو ريا
خارطة الطريق التي توصلنا للإستقرار والطمأنينة المجتمعية أن يعمل كل فرد في مجتمعه على التماسك والبناء المجتمعي،تعزيز الإنتماء والمسؤولية المجتمعية ،نعزز هويتنا ونترجمها لعطاء لا ينضب ويجف ، توحدنا أهدافنا الجماعية في قرانا ومدننا العربية ، نكافح شعور الغربة،وكل منا يضئ شمعة وعندها نطرد الظلام ونوسع حيز النور في حياتنا،الإنسان بطبيعته مخلوق إجتماعي لا يعيش
لوحده بل في سلم حاجياته الإنتماء لمجموعات وهذا ما أكده إبن خلدون المؤرخ والفيلسوف الإجتماعي ومؤسس علم الإجتماع ،إبن خلدون الذي ولد سنة 1332 وتوفي سنة 1406, هذا ويدرسون اليوم سلم الحاجيات لماسلو وننسى أن إبن خلدون كان الأول الذي تحدث عن سلم الحاجيات عند الانسان،الحاجيات الفسيولوجية،حاجة الأمن والأمان، التقدير،الإنتماء لمجموعات وتحقيق الذات.
الإنسان بطبيعته طيب وكلما عملنا على تأطير أفراد المجتمع نصل لمجتمع مشارك وأفراده يختارون طريق وثقافة العطاء ،نهج التعاضد والوحدة،مجتمع ذي حصانة اجتماعيه،والرسول صلى الله عليه وسلم ربى”مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. وأعود إلى مركبات هويتنا ومركب هام هوية بلدنا ،عندما تسأل ما اسمك؟تجيب إسمي وتعرف نفسك ،وتكمل كمثال من سخنين، إعمل أن تكون سفيرا لبلدك في كل مكان وزمان وهنا اريد أن أشكر أهل بلدي سخنين، قبل أيام زرت صديقا لي في حيفا منطقة الكرمل وهو محاضر كبير في جامعة حيفا وبعد ان قدم لي فنجانا من القهوة قال لي “عمل عندي مهني من سخنين،انسان طيب ،إنه سفير سخنين”،كم سعدت عند سماع صديقي ولم أتفاجأ لانني أعرف أهل بلدي سخنين العائلة الواحدة المتماسكة، أتجول في البلاد وأسمع المديح لطبيب مهني وإنسانيته تسير أمامه،معلم يدرس ،محاضر،مهني وتقني وعليه أتوجه لأهلنا في قرانا ومدننا أن نكون سفراء لمجتمعنا ولقرانا ، نحول بلداننا يطيب العيش بها،نوظف جهودنا ومواردنا للبناء ولا نحول حياتنا لاستنزاف وحالة طوارئ، نتوحد على اهدافنا الجماعية ونتحاور على ما نختلف عليه،نحتوي الواحد الآخر، نعزز التسامح ونتقبل بعضنا ونتبنى النقد البناء الذي منطقه التصليح،التحسين ، وعلى الأرض ما يستحق الحياة كما قال الشاعر المرحوم محمود درويش، وننقل التراث القيمي لاطفالنا وأحفادنا وتبقى عندنا مرجعية، ولا ننسى أنه مش من زمان عندما حدثت مشكلة ،أهل الخير تدخلوا لحلها حتى ساعات الفجر، وشخص “كان يمون على بلد و آمل أكون خاطئا أنه في هذه الأيام ربما بلد ما بتمون على شخص،علينا ان نعمل ونأمل الخير لمجتمعنا ،لا نملك مجتمعا آخر ووطنا آخر.