مقالات
ماذا لو عاد الش..هداء هذا الأسبوع ؟!
لغسان القلم والريشة والرمح والبندقية في ذكراه ألف سلام .
حين نتأمل صور الش..هداء تدهشنا ملامحهم ، عيونهم أكثر بريقاّ ، بسمتهم أكثر جمالاً ، كما لو أنهم رحلوا في زمن واحد ومرحلة واحدة وجيل واحد ..
عاش الأديب الم..قاتل غسان كنفاني ست وثلاثون سنة ورحل قبل أثنى وخمسون سنة ، حين اغتاله العدو أنا وجيلي لم نكن قد ولدنا لكننا عرفنا وقرأناه وعشقنا قلمه و أدبه الم..قاوم وظل إرث مقولاته ترددها الأجيال على مر السنوات وأرقاها ” الإنسان قضية ” جملة مختصرة لكنها مكثفة تحمل معانٍ وتختزل دلالات كثيرة وعميقة .
في رائعة الكاتب الجزائري الطاهر وطار ” الش..هداء يعودون هذا الأسبوع ” التي تسلط الضوء عن فترة ما بعد الثورة ، وضع سؤالاً كبيراً ” ماذا لو عاد الش..هداء هذا الأسبوع ” ومن الغريب أن أي من شخصيات القصة ذات الصلة بالش..هداء قرابة أو زمالة أوصداقة لم يوافق على عودة الش..هداء لأنه لم يتقبل فكرة اللقاء بهم لأسباب متعددة عزاها للنسيان أو الخذلان أو الإستسلام لمغريات الحياة وخشية من لحظة الحقيقة ورهبة المواجهة هذه أيضاً طرحت أسئلة كثيرة ” كيف ستكون ردة فعلهم ، ماذا سيقولوا لهم لذلك أثروا فكرة عدم عودة الشهداء .
في نموذجنا الفلس..طيني بخصوصيته علينا أن نطرح ذات السؤال على أنفسنا والأول منا القيادة السياسية في القوى والأحزاب والمؤسسات وفي كل مكونات العمل الفلس..طيني ماذا سنقول للشهداء اذا عادوا وذلك يقودنا لسؤال الراحل حكيم الثورة في ذات السياق بعد عشرات السنوات من النضال والثورة ” لماذا لم تتحرر فلسطين بعد ؟! سؤال عميق لا نملك إجابة فورية عليه لكنها دعوة لإستعادة الكثير مما فقدنا من قيم الثورة وأخلاقها وفكرها والتأصيل لها وليس إعادة التعريف ، على قاعدة أن المشروع الوطني جامع والتحرير جامع والعودة جامعة والم..قاومة بكافة أشكالها وأرقاها جامعة .
اذا لم نحقق هذه الوحدة على كافة مستويات الفعل السياسي والكفاحي والميداني والجغرافي ستبقى الإجابة على ذات السؤال قطعاً لا .
الرائع غسان كنفاني لم يقبل أن يكون من المتفرجين الذين يمتصوا عمرهم حتى آخره كما كتب في إحدى رسائله لابنة أخته لميس التي است..شهدت معه في الإنفجار وأثر أن يعيش اللحظات الحاسمة من التاريخ مهما كانت قصيرة .
لغسان القلم والريشة والرمح والبندقية في ذكراه ألف سلام .