تأويل حلم فرعوني ..
حلم .. أتى فرعون قام فأوله
فبكى الذي بالكاد فسر أوله
وتلى على فرعون يقتلك الذي
أقفلت دونه معبرين لتقتله
صحرا غرب النيل سوف يشقها
رجل يوزع طلقتين و قنبلة
حتى إذا وصل الرصاص لحيكم
في يوم عيد العرش قامت زلزلة
ثم اعتلى الهرم المشرف حافيا
وكسرت ضلعا حين قمت لتنزله
و صرخت في هامان أدرك حكمنا
لكن وزيرك كان بدل منزله
خانتك كل عساكر الدنيا التي
كانت اعدت لاحتضانك مقصلة
إني أراك وقد يبست كنخلة
و ادرت ظهرك للبلاد كحنظلة
جرح ندي في كيانك نازف
و عليك رغم الشامتين تحمله
هي هكذا الأيام نزوة عاشق
مع كل ريح يستبيحك قرنفلة
أقفلت يا فرعون بابا امنا
ما كان يجدر مطلقا أن تقفله
و بنيت سورا حول جيدك
ثم سلسلت المنافذ و الازقة سلسلة
و الآن حظك و البلاد سجينة
يا سيدي حظا الذي لا حظ له
دامن و عسكرك الذي جمعته
في النيل يسبح لم يحرك انملة
خانتك عسكرة المدينة
و الملاين الذليلة و الظلال المثقلة
و الآن وحدك دمعة مهجورة
طافت بها بين المقابر ارملة
لا تلمنا لا تلمنا ليس نملك
غير هذه الأيادي إذ تترجم حوقلة
في الليل جمعنا الذي أسرى بنا
سرا هنالك ثم أطفأ مشعله
كنا نفتش عن خياله بيننا
و نظن أن الغيب قام فأرسله
و الآن تذبحنا الحقيقة
لا حقيقة في يدينا غير كمشة أسئلة
للأن موسى لم يعد من درسه
عبر المدائن ثم ضيع بوصلة
والسامري أقام في اجفاننا
فمحا و غير في الكتاب و بدله
و أقام فينا ما أقام مبشر
و بنحرنا المذبوح علق جلجله
و لأنما في العين لمسة ساحر
قلنا جميعا هيت له
ما أجمله .. من دون أن ندري و ندري
هكذا كنا نزاحم إذ نقبل ارجله
و الآن مثلك مرهقون بوزمنا
لكن أبواب الشفاعة مقفلة
يا ليت يا فرعون يفتح معبرا
كي نسترد من البيادر سنبلة
لكن سيلزمنا الكثير من السنين
و نحن نقرأ في كتاب المرجلة
ما كل فرعون يلقب ناصرا
بعض العساكر من سلالة مزبلة
الشاعر .. محمد أمين.. تونس
