مقالات

قراءة في كتاب: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (51)

بقلم: د. محمد طلال بدران - مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد:
أما العنوان الجديد الذي نتناوله في هذه المقالة هو: (كيف يمكن تفسير هذه الثغرة في إنجيل يوحنًا؟) ويأتي في الصفحات: (123 حتى 125) في الكتاب وقد وضع الباحث الناقد بوكاي فرضيّة في البداية فقال: “إذا أردنا التفكير بموضوعية فإن أول ما يرِد على الخاطر على افتراض أن رواية الأناجيل الثلاثة الاولى صحيحة، هو فرض ضياع هذه الفقرة من إنجيل يوحنا الذي يسرد نفس الحدث، ولكن هذا لم يتوقف عنده المعلقون المسيحيون، وتعالوا بنا نقف عند بعض مواقف المعلقين المسيحيين على الأناجيل:
يقول أ.تريكو في كتابه: “بتيت دكتيوناري دو نوفوفيون تيستمينت” ويعني بالعربية: “قاموس صغير للعهد الجديد” تحت مقالة بعنوان: (العشاء الأخير)، ما يلي: هو آخر عشاءٍ تناوله المسيح مع حوارييه الأثني عشر والذي أسس فيه القربان المقدّس،، ونحن نملك رواية هذا العشاء في الأناجيل الثلاثة المتوافقة” (متّى ولوقا ومرقس) ويعطينا الإنجيل الرابع يوحنا تفاصيل تكميلية، وفي مقال القربان المقدّس يقول نفس هذا الكِتاب ما يلي: ” تسرد الأناجيل الثلاثة الأولى بتأسيس القربان المقدّس بشكل مختصر، وقد كانت تلك نقطة على أهميةّ كبرى في التعليم المسيحي الرسولي، وقد أعطى القديس يوحنا تكملة ضرورية لهذه الروايات الوجيزة، وذلك بسرد خطبة المسيح عن: (خبز الحياة)، (الإصحاح (22.6. 58) وبالتالي لا يشير المعلّق إلى أن يوحنا لم يسرد تأسيس المسيح للقربان المقدّس، المؤلف يتحدث عن تفاصيل تكميلية لتأسيس القربان المقدس، والواقع أن المقصود هو منسك غسل أقدام الحواريين، أما فيما يخص “خبز الحياة” الذي يتحدث عنه المعلق فالمقصود ذكر المسيح خارج العشاء الأخير للمَنّ الذي وهبه الله في الصحراء في عصر خروج اليهود الذين كان موسى قد قادهم؛ -من مصر في رحلة الخروج- ويوحنا هو الوحيد من المبشرين الذي يُذكّرُ بهذا الأمر، ولا شك في أن يوحنا يشير في الفقرة التالية في إنجيله لاشارة المسيح للقربان المقدّس وذلك في شكل اسنطرادٍ خاصٍ بالخبز، ولا يتحدث أي مبشر آخر عن هذا الحدث! هكذا إذن يمكن أن نُدهش لصمتِ يوحنا على ما يسرده المبشرون الثلاثة الأخرون، ولِصمتِ هؤلاء على ما أعلن المسيح عنه في قول يوحنا…
– إن هذه المشكلة تُحرِج المفسرين إلى درجة أن علماء اللاهوت يحتالون في البحث عن صور أولية او معادلات للقربان المقدس في أحداث حياة المسيح التي يسردها يوحنا في إنجيله… ولا نرى جيدا أساس كل هذه التقريبات الوهمية التي يقول بها المعلقون حتى يجعلوا الناس يقبلون بسهولة أكثر تلك الثغرة المحيّرة في إنجيل يوحنا، وهْم، حيرة، تعديل، تناقض عناوين عرضة وقوية جدا وتناقضات لا حصر لها بين الأناجيل.. وأما عنواننا القادم الذي سوف نستعرضه بمشيئة الله تعالى هو: (ظهور المسيح بعد قيامته).
– مقالة رقم: (1643)
19. ذو الحجة. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق