مكتبة الأدب العربي و العالمي

أطفال_الغسق_النصف_الأخير

كنت قد تبعت طفل الغسق كان قد غادر القرية دخل في مزرعة على أطراف القرية وكدت أن أفقد أثره بين الأشجار لكني وجدته وهو يخرج من المزرعة ويتابع طريقه حتى وصل إلى مكان موحش ومظلم في طرف البلدة الى أن اختفى هناك

وحين أهممت بالمغادرة سمعت وقع خطوات تأتي من خلفي اختبأت تحت صخرة وإذ بي أرى طفلا آخر قادماً من القرية واختفى في نفس المكان

انتظرت هناك طيلة الليل وأطفال الغسق يتوافدون من القرية ويختفون في ذلك الموقع كانت آخرهم فتاة أتت قبل منتصف الليل وغابت في ذلك المكان

رجعت إلى القرية ونمت تلك الليلة وفي الصباح ذهبت إلى ذلك المكان الذي اختفى فيه الأطفال فوجدته مقبرة

أدركت حينها أن هناك أمرا غامضا حدث في القرية بالماضي وهو السبب في عودة هؤلاء الأطفال للوجود الذين يسألون عن أخوانهم وحتى استطيع أن أعثر على سر هؤلاء الأطفال جمعت كل شخص صادفهم سواء في ظهورهم الأول بعام أو في ظهورهم الأخير بعد عشر سنوات

جمعت كل الأسماء التي نطق بها أطفال الغسق أمام من قابلوهم فحصلت على 13 اسما بين ذكر وأُنثى بدأت بالمقارنة والتطبيق بين هذه الأسماء التي حصلت عليها وأسماء أهل القرية وكانت المفاجأة أن هذه الأسماء هي لأشخاص من أهل القرية فعلا وقد ولدوا جميعهم قبل ظهور اطفال الغسق باربعة او خمس سننوات وهؤلاء الأشخاص جميعهم ولدوا مع توائم لهم لكنهم ماتوا

ففي احد السنوات بعد أن سقطت مخلفات القنبلة بالخطأ في تلك القرية وانبعث منها غاز غطى الأفق حدثت ظاهرة غريبة تمثلت في ولادة النساء الحوامل بتوائم بأن تلد التوأم الأول ميتاً والثاني حيا وهذا كان بسبب الغاز الذي يؤثر على الأجنة في الأرحام فيقتل الطفل الأول بينما يبقى الطفل الثاني حياً بفضل أخيه الذي يحميه عندما يمتص الغاز من أنفاس الأم

كونه في واجهة الرحم وقبل أن يموت الطفل الأول يرسل مناعة ذاتية إلى أخيه ضد هذا الغاز فيقاوم بها آثاره المميتة ليعيش ويرى نور الحياة

بينما يكون أخوه قد دفع حياته ثمنا من أجل بقاء شقيقه حيا وكما نعلم أن حياة التوأم حياة عجيبة فالتوأم يشعر بأخيه ويحس به ويمكن أن يتواصل معه عبر التخاطر

فعندما يكون هناك توأمان أحدهما يعيش في أرض والآخر في أرض أخرى ويحدث أمر للتوأم الأول يموت مثلا أو يتعرض لحادث فالتوأم الثاني يشعر بما جرى لشقيقه وذلك عبر الأحاسيس حتى ولو كان غائبا وتفصله عن أخيه آلاف الأميال

وهكذا عاد هؤلاء الأطفال الأموات من قبورهم يسألون عن توائمهم الذين كتبت لهم الحياة بفضل تضحية إخوانهم الذين دفعوا حياتهم ثمناً ليعيشوا ولكونهم لم يكونوا يزورونهم في قبورهم ويترحمون عليهم خرج الأموات من قبورهم ليزوروا الأحياء في بيوتهم

قام التوأم الأحياء بزيارة قبور إخوانهم بشكل منتظم ودائم ولم يظهر أطفال الغسق بعد ذلك فقد هدأت عظامهم في القبور وارتاحت أرواحهم في العالم الآخر

عن قصص حكايات العالم. الاخر واقعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق