مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة وعبرة
يحكى عن حطاب يسكن بإحدى القرى النائية وفي كل صباح يقصد الغابة فيقطع ما إستطاع من الحطب ثم ينزل به للسوق فيبيعه ويطعم بثمنه زوجته وأولاده وفي أحد الأيام وصل إلى الغابة ولما رفع فأسه ظهر له جن له لحية بيضاء وقال له إنك تزعجنا بحضورك فكف عن قطع هذه الأشجار وابتعد من هنا !!! أجاب الحطاب ومن أين نأكل أنا وزوجتي وأولادي أطرق الجن قليلا وقد أخذته الشفقة على الرجل المسكين ثم نظر إليه و قال أنا أعوضك عن الخشب
تعجب الحطاب وسأله وبماذا تعوضني فأنا لا أرى عندك شيئا قال الجن إلتفت وراءك ولما إستدار الرجل رأى شاة نصفها أبيض والنصف الآخر أصفر قال الحطاب إنها مجرد شاة !!! رد الجن إذا حلبتها من الجهة البيضاء تشبع من اللبن ومن الجهة الصفراء تشبع من السمن والخير لا ينقطع منها والآن خذها وإنصرف ولا تريني وجهك بعد الآن لما وصل الحطاب إلى بيته أخبر زوجته بالقصة وأمرها بحلب الشاة وما إن أمسكت ضرعها حتى فاض الحليب وحين دارت إلى الجهة الأخرى فاض السمن فكاد الرجل يطير من الفرح وملأ جرتين كبيرتين أحدهما لبنا والأخرى سمنا ونزل إلى السوق وباعهما وإشترى طعاما وأربعة جرار وبعد خمسة أيام رجع إلى داره بحمار محمل بكل الخيرات مضت مدة و أصبح له حمارين ثم ثلاثة وظهرت عليه آثار النعمة كان جاره ينظر إليه ويتسائل من أين جاءه كل هذا الرزق و ذات يوم قال لإمرأته أريدك أن تذهبي إلى دار الحطاب وتعلمي ماذا يوجد في تلك الجرار !!! لما خرج الرجل إلى السوق ذهبت المرأة لجارتها وطرقت الباب فرحبت بها وأحضرت لبنا وسمنا وخبزا وقالت لها تعالي إفطري معي ذاقت الجارة من ذلك الطعام فأعجبها وسألتها هل لديك الكثير من هن هذا اللبن والسمن أجابت زوجة الحطاب دون أن تفكر نعم نأكل ونيبع منه كل يوم والخير موجود خاطبت المرأة نفسها هذا يلزمه قطيع كبير من الأغنام ودار جارتي بالكاد تكفيها هي وزوجها وأولادها الثلاثة لا بد أن أعرف السر !!! ثم قالت لجارتها إبني مريض هل تعطيني شيئا من حليبك وسمنك له أجابت زوجة الحطاب طبعا إنتظري قليلا سأملأ قلة هدية لك ولما قامت إتبعتها جارتها دون أن تحس ونظرت من النافذة إلى الحديقة الصغيرة فرأتها تحلب شاة غريبة اللون فإبتسمت بمكر ورجعت إلى مكانها بهدوء ثم أخذت قلتها وإنصرفت دون أن تنظر خلفها
إنتظر زوجها حلول الليل ثم جاء وتسلق السور الخشبي و أخذ الشاة ووضع مكانها واحدة لها صباغ أبيض وأصفر وبعد أن إطمئن أن جاره لن يفطن لشيئ رجع إلى الدار وأخفى الشاة في الصباح لما وضعت إمرأة الحطاب الجرار وأرادت ملئها لبنا وسمنا كما تعودت أن تفعل لكن لم تجد سوى قدر يسير من اللبن كأي شاة أخرى وحين أخبرت زوجها جاء يجري ثم نظر إليها مليا وصاح هذه ليس لنا لقد سرق أحدهم الشاة !!! هل أتى إليك أحد البارحة فقصت عليه ما حدث مع جارتها فقال لا يوجد غير جاري فهو شخص لئيم ثم ذهب و اشتكاه للقاضي فحضر الجار وقال له هذا مجنون فهل سمعتم يا فضيلة القاضي عن شاة تعطي لبنا وسمنا فقال للحطاب لا أريد أن أراك مرة أخرى أمامي هل فهمت وإياك أن تقلق جارك مرة أخرى وإلا عاقبتك بشدة رجع الحطاب حزينا إلى داره وصار ينفق مما عنده من مال حتى نفذ ثم باع الجرار والحمير ولم يبق معه شيئ وإشتد بصبيانه الجوع في الصباح رجع إلى الغابة وهو يحس بالخجل من نفسه وأخذ يضرب بالفأس في جذوع الشجر فأتاه الشيخ وقد لاح على وجهه الغضب وقال له ألم نتفق على أن لا تعود هنا أجاب الحطاب في يأس لقد إحتال علي جاري و سرق الشاة التي أعطيتني إياها ولم آتي إلى هنا إلا بعد ما جعت أنا وعيالي فعدت إلى صنعتي !!! قال الشيخ خيرا إن شاء الله خذ هذا المكيال وإذا وضعت فيه الحصى تحول إلى فضة والخير لا ينتهي !!! هذه المرة إحرص أن لا تفرط فيه فأخذه الحطاب وذهب إلى داره ثم تناول حصاة ورماها في المكيال ولما قلبه سقطت قطعة من الفضة على الأرض فلم يصدق عينيه وصاح بفرح سنصبح من الأغنياء هات لنا يا إمرأة صندوقا من عند جارتك نملئه فضة وسأنزل إلى السوق الآن واشتري طعاماو صناديق جديدة فلقد بعناها كلها لنأكل هيا أسرعي فذهبت إلى جارتها وقالت لها أريد صندوقا وسأعيده إليك غدا !!! فأعارتها واحدا قديما وهي تتساءل ماذا سيضعون فيه فهم لا يملكون شيئا باع الحطاب الفضة وأكل مع عائلته ثم أعاد بناء داره ووسعها وصارت إمرأته ترتدي أفخر الملابس وصبيانه يأكلون أطيب الطعام وكان الجار ينظر إليهم وقال في نفسه بعدما كانوا يطلبون منا رغيفا يابسا وباقي طعامنا هاهم الآن في أحسن حال لا بد أن أعرف سرهم تلك الشاة التي تعطي اللبن والسمن جعلت مني رجلا ميسورا لكن ذلك لا يكفيني أريد كل شيئ يملكه جاري ثم طلب من زوجته أن تذهب إليه وتعرف ما الذي يضعه في الجرار وينزل به إلى المدينة كل أسبوع لكن الحطاب أوصى إمرأته بأن لا تدخل جارتها إلى الدار ولا تكلمها ولو فقدوا المكيال سيموتون من الجوع وهو لن يقدر على العودة إلى الغابة مرة أخرى فوعدته بذلك وإستعملت الجارة كل الوسائل لكنها لم تفلح في معرفة سر ثراء جيرانها المفاجئ الذي تحدث عنه كل أهل القريةوذات يوم أرادت الجارة أن ترتب بيتها وتلقي كل الأشياء القديمة التي لا تحتاج إليها وحين فتحت الصندوق الذي إستعارته زوجة الحطاب قبل أشهر وجدت شيئا ملتصقا في أحد الشقوق ولما أمسكته بين أصابعها ونظرت إليه صاحت تعال يا رجل !!! لقد أخذنا اللبن والسمن وتركنا الفضة إندهش زوجها وقال لا بد أن نعرف من أين جاءت هذه الفضة التي يملأون بها الصناديق علينا أن نجد حيلة بسرعة في الصباح رأى إبن الحطاب الصغير يلعب مع الصبيان فخرج وقال له إن أجبتني عن سؤالي سأملأ جيوبك بالحلوى !!! أجاب الولد سأقول لك كل شيئ يا خال حك الرجل رأسه وقال هل أحضر أبوك شيئا غير معتاد لما رجع من الغابة أجاب الولد لا أعرف لكن رأيت مكيالا من نحاس عليه نقوش غريبة وأبي يلفه في منديل من الحرير ويخفيه تحت سريره إبتهج الرجل وأعطى الولد ما وعده به ثم رجع إلى داره وجلس يفكر كيف يسرق مكيال الفضة دون أن يحس أحد ذهب الرجل إلى القاضي وأخبره أن جاره وجد كنزا وبيت المال أحق به لكن القاضي قال أن الأمر من إختصاص الوالي فسافر إليه ووصف له ثراء جاره الذي كان حطابا فقيرا فرك الوالي يديه بسرور وقال له حسنا فعلت سأنقل الفضة إلى قصري وأملأ الخزائن والآن أريد مكافأتك قل لي ماذا تريد أجاب الرجل أريد فقط إسترجاع مكيال أخذه مني جاري فأنا أحتاج إليه في عملي أما المال فلا ينقصني قال الوالي حسنا سنبحث عن مكيالك ونجيئك به إلى دارك والآن دلني على دار جارك !!!بعد ساعات حل ركب الوالي في الحي وأخرج رجاله الحطاب المسكين وعلقوه في شجرة وهددوه بالضرب إن لم يعطيهم كل ما عنده من الفضة فدلهم على الصناديق ولما فتحوها أمام الوالي تعجب من كثرة القطع الفضية وصفاء لونها فإشتد طمعه وقال له أخبرني أين وجدتها وسأطلق سراحك !أجاب الحطاب لقد وجدت الفضة في مغارة لما كنت أقطع الشجر ولم يعد فيها شيئ الآن رد الولي أنت تكذب فلقد علمت أنك تنزل إلى المدينة كل أسبوع محملا بالصناديق هذا يعني أن لك الكثير منها أليس كذلك وصاح في رجاله هيا إضربوه حتى يتكلم لكن جاءت زوجته وإرتمت على أقدام الوالي وصاحت لا تفعل سأقول لك عن كل شيئ وروت له حكاية المكيال الذي يحول الحصى إلى فضة ابتسم الوالي وقال الآن فهمت لماذا وشى ذلك الرجل بجاره يا له من شخص لئيم لما هم الوالي بالركوب جاءه الرجل وقال لقد نسيت وعدك يا مولاي
لكن الوالي رد عليه بغلظة أغرب عن وجهي وأحمد الله أني لم أجلدك على الكذب والتحيل ثم إن ما فعلته بجارك لا يروق لي هيا إبتعد أيها الحقير رجع الرجل إلى داره وهو لا يطيق نفسه من الخجل وندم على طمعه ولما رأته زوجته عاتبته وقالت لقد كان تدبيرك سيئا فمن يأخذ الفضة سيصل عاجلا أو آجلا إلى المكيال المرة القادمة أترك الأمر لي فجارك وراءه كثير من الأسرار ولن يبطئ علينا كثيرا حتى يجيئنا بحكاية جديدة وسأكون أنا في إنتظاره أما الحطاب فباع الحمير والصناديق وبعد مدة لم يعد له شيئ ليأكل فرجع إلى الغابة وإختار شجرة كبيرة ولما رفع الفأس جاءه الشيخ وقد إحمرت عيناه من الغضب وقال ويحك ألم يكفيك المكيال حتى رجعت إلينا لتقلق راحتنا لا بد من عقابك لكن الحطاب أجهش بالبكاء وقص عليه ما حدث فربت الشيخ على كتفيه وقال إمرأتك تحبك ولقد أحسنت صنعا هذه المرة سأعطيك شيئا لا يلفت الإنتباه ولن تحتاج إلى جرار وصناديق ومد إليه صحفة من الخشب وقال ضعها في حديقتك وفي الصباح لما تسقط فيه قطرات الندى ستتحول إلى قطع من الألماس إسمع جيدا إنها المرة الأخيرة التي أعطيك فيها شيئا ترتزق منه بعد ذلك عليك بتدبير حالك بعيدا عني هل فهمت طأطئ الحطاب رأسه وقال المرة القادمة سأبيع داري وأبتعد عن هذه القرية فلا خير في مجاورة شخص لئيم مثل جاري ثم رجع وقص على إمرأته ما حدث وفي الصباح وجدا ثلاثة قطع من الماس لا مثيل في جمالهم فأخذ الحطاب واحدة وباعها لأحد كبار الصاغة ورجع بمال كثير ورغم حرص الحطاب على أن لا تظهر عليه النعمة إلا أن زوجة الجار أحست بفراستها تغير شيئ ما عند عائلة الحطاب وأن لديهم ما يخفونه وأخذت تلح على زوجها ليعرف السر سمع الملك بهذه الماسات الكبيرة التي ظهرت في السوق وحاول أن يعرف مصدرها لكن الحطاب كان حذرا وكان يبيعها كل مرة في مدينة ويدفن المال ورغم محاولة جاره إلا أنه لم يفلح في معرفة السر وذات ليلة جاء ضيوف للحطاب وسهر كثيرا ولم يستيقظ إلا متأخرا في تلك الأثناء مر غراب ورأى الجواهر في الصحفة فسرق واحدة وطار بها كانت إمرأة الجار تطل من النافذة وشاهدت ما حدث فإتبعت الطائر إلى عشه ولما أدخلت يدها وجدت الماسة فشهقت وقالت جاري له كنز من الألماس وأنا لا أعلم !!! لكن من أين جاءه كل ذلك وحين رجعت لم تجد أحدا في الحديقة فصعدت إلى السطح وجالت بعينيها ولم تفهم من أين إلتقط ذلك الغراب الماسة فجأة رأت ركب الملك يتوقف أمام دار الحطاب فقالت تبا !!! لقد سبقنا الملك ولما سأل الحطاب عن الألماس أنكر أن يكون له علم بذلك فهو رجل فقير يكسب عيشه من قطع الحطب فتش الحرس البيت ولم يجدوا شيئا سوى صرة صغيرة من الدراهم ولم ينتبه أحد للصحفة القديمة قال الملك في نفسه من المؤكد أن جواسيسي يقصدون شخصا آخرولما هم بالإنصراف جاءته المرأة وقالت إذا كنت تبحث عن الألماس تلقاه عند الحطاب وهو يخفيه في الغابة!!! فسألها ومن يضمن أنك تقولين الحقيقة فأخرجت الماسة من جيبها وردت لقد وجدتها في الغابة أخرج رجال الملك الحطاب المسكين وإمرأته وأولاده وأخذوهم إلى الغابة وهددوه بأنه إذا لم يدلهم على مكان الألماس فإنه سيرميهم في سجن مظلم ولن يروا النور بعد ذلك فبكت زوجته وقصت على الملك كل ما وقع لها بسبب الجان الشاة التي تعطي السمن واللبن والمكيال الذي يحول الحصى إلى فضة والندى الذي يصبح ألماس في صحفة الخشب وأن جيرانها هم من تحيلوا عليه لتبقى الدار دون حراسة ويحصلوا على الصحفة المسحورة كان الملك يسمع ويتعجب ثم سألها وأين الشاة والمكيال الآن أجابته الشاة سرقها الجار أما المكيال عند الوالي !!! قال لها سأرسل رجالي للبحث في منزل جيرانكم فإذا كان كلامك صحيحا أطلقتكم والويل لك إن حاولت خداعي يا امرأة !!!أما الجارة فلما وجدت دار الحطاب فارغة دخلت وفتشت أين رأت الغراب وفي الأخير وجدت الصحفة وفيها ثلاثة ماسات كبيرة ولم تكتف بذلك بل دخلت إلى الغرف وأخذت كل ما أعجبها من ثياب ولما خرجت رأت جنود الملك الذين صاحوا بها توقفي أيتها اللصة !!! وأرينا ماذا سرقت من منزل جارك لكنها رمت الصرة على كتفها وهربت وهي تقول الآن لي ما يكفي ولا أحتاج لمنزل خرب ولا لزوجي الأحمق لكن المرأة لم تبتعد كثيرا فلقد تعثرت وسقطت على وجهها فقبض عليها الجنود وأتوا بها إلى الملك ولما مثلت في حضرته أمر بفتح الصرة فوجد فيها صحفة الخشب سألها لمذا سرقت هذه الصحفة القديمة وأين وجدت تلك الملابس الغالية الثمن فعندما بحثنا في دار الحطاب لم نعثر على شيئ !!! من المؤكد أنك تراقبينه أنت وزوجك وتعلمون سره وأريد أن أعرف لماذا هيا تكلمي لكن المرأة أنكرت كل شيئ فضربها عبد أسود اللون حتى إنسلخ جلدها فصاحت توقف يا مولاي أعطيني الأمان وسأتكلم دون إنقطاع مثل الببغاء !!!
قال الملك حسنا لك هذا صمتت قليلا وهي تمسح الدم من شفتيها ثم قالت حقا لا أعلم كيف ولكن كلما ذهب الحطاب إلى الغابة عاد بشيئ سحري يربح منه كثيرا من المال المرة الأولى كانت شاة تعطي السمن واللبن والثانية مكيال يحول الحصى الى فضة والثالثة هذه الصحفة التي تمتلأ بالألماس عند سقوط قطرات الندى هتف الملك إذا كانت امرأة الحطاب على حق في كلامها ثم أمر بإطلاقها مع وزوجها وأطفالها ورد إليها صرة الملابس بعد ذلك أرسل جنوده لأخذ الشاة وقال للجارة ستعودين إلى دارك لكن على شرط أن تراقبين ذلك الحطاب وتعلميني إن أتى بشيئ من الغابة !!! ردت سأفعل كل ما تأمرني به والآن أتركني أرجع إلى داري فلقد أنهكني الضرب المبرح ومشت وهي تعرج وقالت في نفسها اللعنة على الطمع كنا نكسب جيدا من تلك الشاة والآن خسرنا كل شيئ وضربوني كالطبل يوم العيد آه ظهري أووه ساقي أما الملك فلم يحمد الله على الشاة وصحفة الألماس وأرسل في طلب الوالي وطالبه بالمكيال وبما أخذه من الحطاب من فضة أنكر الوالي لكن الملك أمر العبد الأسود بضربه حتى إنسلخ جلده وفي الأخير أرجع كل ما أخذه وقال اللعنة على الطمع فلقد كانت خزائني مليئة وماذا ربحت من ذلك الحطاب اللعېن!!!أما الملك فبدأ يكنز في الفضة والأحجار الكريمة حتى صار أغنى الملوك بعد أشهر نفذ مال الحطاب الذي ردمه وجاع عياله فتحامل على نفسه وذهب إلى الغابة وقال ليعذرني الجن ولما رفع فأسه ليقطع أحد الأشجار ظهر الشيخ وقد إحمرت عيناه ولوح بيديه وقال ويحك !!! ألم يكفيك ما أخذته منا يا لك من لئيم بكى الحطاب وأخبره بكل ما جرى فأطرق الجن برأسه ثم قال لقد نالت جارتك والوالي نصيبهما من الضرب المبرح ولم يبق إلا الملك خذ هذه العصا إذا قلت لها المرة الأولى أعطني من خيرك فستنثر حولك البخور والمر والعود الهندي أما المرة الثانية فستضربك حتى تظهر عظامك كل ما عليك أن تفعله هو أن تتحايل حتى تصل تلك العصا للملك هل فهمت أجاب الحطاب وهو يضحك أرجو أن تضرب العصا بقسوة ليتعلم ذلك المحتال الأدب !!!أجاب الجن وهو يفرك يديه ستسمع من الأخبار ما يسرك إنتظر الحطاب حتى خرجت الجارة إلى النافذة فأخذ العصا وقال أعطني من خيرك فبدأ البخور الأصفر الصافي بالنزول منها حتى صار كدسا كبيرا كانت تلك المرأة تنظر وجرت للملك لتعلمه فلقد وعدها بصرة مال فجاء حرس الملك وأخذوا العصا وسلموها إليه ولما خلى بنفسه قال للعصا أعطيني من خيرك فإنهالت عليه ضربا وكلما هرب إلى مكان لحقت به ثم ظهر الشيخ فجأة وقال له لقد أخذت أشياء لا تخصك وسترجعها في الحال إلى صاحبها !!! صاح الملك وقد كست جسمه الجروح والكدمات سأفعل ذلك لكن أطلب أولا من العصا أن تكف عن الضرب فتوقفت عن ذلك فنادى حرسه وطلب منهم إرجاع الثلاثة أشياء للحطاب على الفور وقال له الجن أتمنى أن لا تضع يدك على رزق الناس ولا يغرنك أنك الملك فيوجد من هو أقوى منك !!!
أجاب الملك وهو يتوجع من كثرة الضرب أعدك بهذا وسأتصدق بربع مالي أرجوك أبعد تلك العصا فقد نالني منها نصب شديد آه ظهري أوه رأسي فضحك الجن و إنصرف.