منوعات
أم تدفن إبنتها حية
يُحكى أنه في قديم الزمان كانت توجد امرأة متزوجة من رجل يعيش في بلدة صغيرة، وحينما علم الزوج بحملها هددها إن كانت أنثى سوف يقتلها ويطلقها في الحال، فشعرت بالحزن لسماعها ذلك.
وبدأت الأم تتساءل هل بالفعل سيقتلني، ومرت الأيام والشهور وكلما اقترب موعد الولادة كانت تشعر بالخوف والقلق، وقبل موعد الولادة بثلاثة أيام سافر زوجها الى عمله واخبرها أنه سوف يعود في القريب العاجل، فكانت الزوجة تمر عليها الساعات بسرعة جنونية والخوف يتملكها اكثر واكثر وحينما جاء وقت الولادة كانت المفاجأة.
التفكير بدفن الطفلة الرضيعة
كان المولود أنثى فشعرت الأم بالحزن، وقبل أن يأتي الزوج تأملت الأم في ملامح ابنتها ولم ترضعها، ووسوس لها الشيطان بأن تتخلص منها قبل مجيء الزوج وإلا ستقع على عاتقها الكارثة، فما كان منها إلا أن تحمل الفتاة بين ذراعيها وذهبت بها إلى المقابر، وكانت الصغيرة تصرخ وكأنها تستغيث، ثم نظرت إليها لتودعها وانصرف وتركتها وحيدة.
عادت الأم للمنزل ثم جلست تفكر ماذا ستفعل، وماذا ستقول لزوجها ثم رأت في منامها أن هناك طفلفة بحاجة إلى الرضاعة وتصرخ من شدة الجوع، ثم استيقظت من النوم على فزع صوتها وهي تبكي وتولول، وظلت هكذا طوال الليل وحينما أذن الفجر شعر ت بالنعاس لكن الحلم ظل يروادها مرة أخرى فتقوم من نومها مفزوهة.
في اليوم الثاني والثالث رأت في المنام نفس الحلم، ثم ذهبت لصديقة مقربة إليها وقصت عليها الحكاية، واقترحت عليها الذهاب لأحد المشايخ، فذهبت هي وصديقتها إلى أحد الشيوخ وتقص عليه ما حدث فيصرخ في وجهها ويحكي يا امرأة ماذا صنعتي ؟ اذهبي الى المقبرة الآن وتفقدي طفلتك.
حينما ذهبت الأم للمقبرة وجدت ابنتها على قيد الحياة فحملتها وأرضعتها، لكن الطفلة كانت حالتها سيئة جيدا، ثم عادت مع ابنتها للبيت مسرعة، ثم حاولت مرارا وتكرارا مع الطفلة حتى بدأت في الرضاعة شيئا فشيئا لم تفكر تلك المرأة في زوجها وماذا سيفعل حينما يعرف ماذا حدث ولكن كل ما تفكر به الآن هو فلذة كبدها.
وعلى الصعيد الآخر كان الزوج يخشى أن تكون وضعت زوجته أنثى، وهو يفكر ويخطط خرج عليه بعض اللصوص،وهو في الطريق وسرقوا ماله وضربوه ضربا مبرحا وقاموا بإلقائه في المياه حاول الاقتراب من الشاطئ لينجى من الموت ولكن لم يتحمل ولم يصمد طويلا من شدة الضرب ثم غاص في المياه وبينما وهو يغرق ويغوص في قاع المياه ينظر إلى أعلى، ويودع الحياة، ويقتنع تماما انه ميت لا محالة ويستسلم تماما للموت وإذ بشعاع من النور يأتي من اعلي ويصل إليه ثم يرئ طفلة صغيرة تأتي من ناحية تلك النور ووجهها كالبدر في تمامه وتمد يدها الصغيرة إليه وتقول بكلمات طفولية بريئة لا تستسلم يا أبي.
الطفلة سبب لإنقاذ الأب
وتابعت الطفلة أعطني يدك يا أبي أنا فاطمة ابنتك فيفتح عينيه مرة اخرى بعد ان قام بإغلاقها ليتأكد من ملامح تلك الطفلة ومن تكون ولكن تختفي مرة أخرى، بعد ان فتح عينيه وقبل موته بدقيقة واحدة يصارع الموت ويحاول الوصول إلى أعلى المياه يحاول ويحاول، ويجاهد حتى يصل الى أعلى المياه مرة أخرى ويأخذ نفسا عميقا، كان على وشك الموت ولكن جعل الله تلك الفتاة الصغيرة سببا في نجاته.
ثم وصل إلى الشاطئ وخرج من المياه والتقط أنفاسه بصعوبة وبعد دقائق قليلة وبعد أن انتهى التعب والمشقة والمعاناة التي كان بداخلها يتذكر تلك الكلمات لا تستسلم يا أبي اعطني يدك يا أبي، ويتذكر زوجته التي كانت علي وشك الإنجاب، ثم يهرول إلى بيته ليبحث عن شعاع النور ليبحث عن بريق الأمل التي انقذه من الموت فيدخل علي زوجته في حالة غريبة ويبدوا عليه التعب.
وجد زوجته تحمل طفلته على يديها وترضعها وتحملها فتنظر زوجته إليه نظرة رحمة ورجاء منها ان لا يحزن وأن يتركها وشأنها، فيقترب منها ويقترب اكثر وينظر ويتأمل في وجهها وتنزل دموعه دون أن يدري، ويرتفع صوت بكائه نعم أنها هي أنها فاطمة ابنتي أنها النور الذي اخرجني من الهلاك، نعم هي نفس الطفلة ونفس الملامح ونفس الهيئة ونفس الجمال والبرائة يحملها ويحتضنها وينفجر في البكاء ويقص على زوجته ما حدث.