شعر وشعراء
مراهِمُ الحسرات.. رياض الصالح
حَسَراتُ الماضي أكتُمُها لسنينٍ كنتُ أُراغِمُها
أحبِسُها تقبعُ في عُمُقي لِيَدِ النسيانِ أُسَلّمُها
غَرَزَت في الروحِ مخالِبَها فبَذَلتُ العزمَ يُقَلِّمُها
عالجتُ جروحًا قاتِلَةً و صَرَختُ .. تُقامُ مآتِمُها!
لكِنَّ فؤادي خادَعَني كانَ المرحومُ يُكَلِّمُها
شَغَلتني الفوضى أزمِنَةً فَغَفِلتُ لأحمَقَ يرحَمُها
أدركتُ الآنَ مصيبَتَهُ كانت تَسبيهِ.. و يُكرِمُها
حتى أردَتهُ بمَخدَعِها و كَسَتهُ سواداً يسأَمُها
قَتَلَتهُ الرحمةُ و انتَحَرَت فانطَلَقَ الحُزنُ.. مُتَيَّمُها
و رأى في الحسرةِ مُعتَصَماً فمضى بالحسرَةِ توأَمُها
خرجَت من سجنٍ يردَعُها نَبَضَت..فالنبضُ يلائِمُها
و غدا قلبي في مقبرةٍ غُصَصُ الأيامِ تُرَمّمُها
أشفقتُ اليومَ على روحي و الحسرةُ تنبِضُ تؤلِمُها
لا قلبَ الآن سيَحبِسُها لا عزمَ اليومَ يُلَملِمُها
و سَرَت في الروح مناديةً تُبنَى كالطَوْدِ دعائِمُها
قد جئت اليوم أُذَكّرُكُم بِيدَيَّ حلولٌ …أرسِمُها
إن النسيانَ خديعَتُكُم و الخوفُ كذلكَ يدعَمُها
هذي الحسراتِ حقيقَتُنا لِتُدافِعَنا .. و نقاوِمُها!
كي تقوى الروحُ بداخِلِنا كي يُفهَمَ فينا.. مرهَمُها
# بقلم
# رياض الصالح